وجدت طالبتان مغربيتان نفسيهما محاصرتين في بلجيكا في ما يشبه الحجر الصحي، بسبب انتشار "فيروس كورونا". ومما يؤزم وضعية الطالبتين المعنيتين كونهما غير مستقرتين في بلجيكا، بل تتابعان دراستهما بجامعة الحسن الأول بسطات وزارتا هذا البلد الأوروبي بداية شهر مارس فقط لفترة تكوين وتدريب في مؤسسة التعليم العالي Louvain la neuve ماستر الهندسة والعمل الاجتماعي. وبعد أن منع المغرب السفر من وإلى بعض الدول، ومنها بلجيكا، وجدت الطالبتان نفسيهما في وضحية مزرية، خصوصا بعد 13 مارس الجاري بتضاعف عدد الإصابات؛ فلا مأوى لهما، وتعيشان حصارا، مما أصبح يهدد حياتهما ويعرضهما لمشاكل جمة في تدبير احتياجاتهم اليومية أمام خطر الإصابة بالعدوى، التي تمضي رويدا رويدا نحو مزيد من الانتشار، إضافة إلى نفاد مدخراتهما وهو ما يجعل حياتهما على المحك. وحسب معلومات من مسؤولين عن الجامعة البلجيكية، فقد ربطت الطالبتان الاتصال بالسفارة المغربية والقنصل العام؛ لكن دون جدوى، بدعوى تعليق جميع الرحلات الجوية والنقل البحري للمسافرين حتى إشعار آخر، مبدين استغرابهم من كيفية تعاملت المملكة مع مواطنين فرنسيين وبلجيكيين بعد تعليق الرحلات، في تنسيق تام بين سلطات البلدين لإجلاء الرعايا؛ في حين لم يتم العمل بالمثل، خصوصا مع حالات مشابهة لحالة الطالبتين بحيث لا مأوى ولا مؤونة والمدخرات في تناقص. أيام عصيبة تعيشها الطالبتان وتطالبان بتدخل الجهات الرسمية لإيجاد حل لهذه الوضعية التي تستفحل يوما بعد آخر، ويمكن أن تؤدي إلى هلاكهما، خصوصا بعد أن أصدرت بلجيكا قرارات بتقييد جميع الأنشطة باستثناء الضروري منها، كما أوعزت قبل أيام بإغلاق المدارس والمقاهي والمطاعم وبعض المتاجر. وفي وقت سابق، توقع ممثل المركز البلجيكي لأزمة "فيروس كورونا" المستجد زيادة كبيرة في عدد المصابين وفي عدد الوفيات بسبب هذا المرض، داعيا إلى اتخاذ جميع التدابير لحمايتهم، وهو ما تتمناه الطالبتان المغربيتان من سلطات المملكة.