في تفاعل مع ما قاله عبد الحميد أبو النعيم في شريط فيديو بخصوص انتشار وباء كورونا المستجد وقرار منع الصلوات بالمساجد، انبرى مصطفى الشنضيض، الإمام في جمعية الإيمان الإسلامية بالدنمارك، للرد عليه، حيث بدأ تدوينة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" قائلا: "لن أصف (أبا النعيم) إلا بالأحمق". وتساءل الإمام المغربي قائلا: "يتحدث عن أن الإجراءات المشددة تكون عند اليقين أو عند الظن الراجح، وليس عند الوهم! ألا يكفيه أرقام المصابين بالوباء والموتى بسببه؟ وأي يقين أكبر من هذا؟". وعن وصف العلماء للبلدان التي لا تقام فيها الصلاة بدار الحرب وبأن أهلها مرتدون، اعتبر الشنضيض أن "هذا جهل، من طريق أن وصفهم ذلك هو في حال تعطيل الصلوات وإغلاق المساجد في حال الاختيار مع قصد التعطيل ردا للحكم على الله، لا في حال الاضطرار والعذر، كتحقق العدوى بالملاصقة والاختلاط والاحتكاك. ومن طريق أنه أسماها دار حرب ولو لم تكن معتدية أو أن الحرب قائمة بينهم وبين المسلمين حقا". وأضاف الإمام المغربي بالدنمارك: "يتكلم عن وزارة الأوقاف وإغلاق المساجد وكأنها تفعل ذلك في سائر الأيام على الدوام، وكأنه ليس هناك في المغرب حوالي 50 ألف مسجد مرفوعة، ويذكر فيها اسم الله، ويتكلم عن العصاة بالتشفي وبكبر عجيب، ووصفهم بما لم يصفهم به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم". واعتبر الشنضيض أن أبا النعيم لا يفقه شيئا في فقه التوقع، ف"سيدنا حذيفة بن اليمان رضي الله عنه الذي كان يسأل رسول الله عن الشر مخافة أن يدركه، وأجابه رسول الله بما عليه فعله. وسأل رافِعِ بنِ خدِيجٍ النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسُول اللهِ، إِنّا نلقى العدُوّ وليس معنا مُدى، فقال رسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (ما أنهر الدّم وذُكِر اسمُ اللهِ عليهِ فكُلُ)، فكان يشير عليهم بما ينفعهم ولو لم يقع بعد. وهذا هو ما قصده أبو حنيفة عندما قال لقتادة: (إنا نستعد للبلاء قبل نزوله، فإذا ما وقع عرفنا الدخول فيه والخروج منه)، فهو استعداد لما يتوقع نزوله بالناس". وشدد الإمام المغربي على أن أبا النعيم يذكي نار الفرقة والكراهية والخروج على النظام العام، بدلا من الجماعة والرحمة والطاعة، وقال: "لقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة في البيوت لأقل من هذا، قال ابن عباس لمؤذنه في يوم مطير: (إذا قلت أشهد أن محمدا رسول الله، فلا تقل حي على الصلاة، قل: صلوا في بيوتكم، فكأن الناس استنكروا، قال: فعله من هو خير مني، إن الجمعة عزمة وإني كرهت أن أحرجكم فتمشون في الطين والدحض) الدحض: الزلق. والشاهد عندي في رفع الحديث (نسبته إلى رسول الله) مع كونه من كلام ابن عباس هو قوله: (فعله من هو خير مني)".