جاء ترشيح الممثل المكسيكي اللبناني الأصل، ديميان بشير، لجائزة أوسكار أفضل ممثل، ليسلط الضوء على الحساسية والحضور المتميزين لممثلين ينحدرون من أصول لبنانية في المشهد السينمائي المكسيكي. وكانت المفاجأة الممزوجة بجرعة عالية من الفخر، التي أثارها ترشيح بشير في الأوساط السينمائية والثقافية المكسيكية ، كبيرة من حيث أن الممثل المكسيكي سيدخل غمار التنافس مع عمالقة هوليوود (جورج كلوني وبراد بيت ...). وقد تم ترشيح بشير لنيل جائزة الأوسكار لأفضل ممثل عن دوره في فيلم "حياة أفضل"، الذي يروي نضال مهاجر مكسيكي بالولايات المتحدة من أجل توفير تعليم أفضل لأبنائه. وينحدر بشير من عائلة فنية من أصول لبنانية كما أن شقيقيه ، برونو وأدوزيو، من الوجوه المعروفة في الشاشتين الصغيرة والكبرى بالمكسيك. وأدى الظهور المنتظم للأشقاء في السينما والتلفزيون بمنظمي المسابقات، على سبيل السخرية، لإطلاق جائزة "أفضل بشير" عام 2003 . لقد بات بشير الوجه البارز لمساهمة الممثلين من أصول لبنانية في السينما المكسيكية، وانضمت وجوه أخرى لا تقل أهمية ، الى قائمة رموز السينما في بلد الأزطيك. وتعتبر سلمى حايك، من دون شك الرمز الأكثر تجسيدا لحضور النجمات من أصول لبنانية عل المستوى السينمائي. والأمر نفسه بالنسبة لخوسيه ماريا يازبيك وكارينا غيدو. ويشير المؤرخ المكسيكي كارلوس مارتينيز أسد ، اللبناني الأصل أيضا، في وثائقي أنجز مؤخرا حول مواطنيه الذين قدموا إلى المكسيك أوائل القرن العشرين، أن الفترة الذهبية للسينما المكسيكية ستبقى مطبوعة بلمسة ميغيل زكريا، المخرج اللبناني الذي منح أول أدواره للنجمة المتفردة بالسينما المكسيكية ماريا فيليكس. وكان مخرج لبناني آخر ، وهو أنطونيو معتوق ، قد ساهم في تطوير تجربة أيقونة ذكورية هذه المرة داخل المشهد السينمائي المكسيكي ، ويتعلق الأمر ببيدرو إنفانتي. وأكد أسد أن فنانين لبنانيين ساهموا في الطفرة الإبداعية على الشاشة الكبيرة خلال الفترة الذهبية للسينما المكسيكية كموريسيو غارسيس، وأنطونيو بادي وغاسبار حنين. وعلى غرار السينما، ساهم المتحدرون من لبنان بشكل كبير في إثراء الميادين الثقافية والاقتصادية والسياسية بالمكسيك. وكان ايميليو شوفت إلى وقت قريب يشغل مقعدا بمجلس النواب في الفترة مابين 2010-2011. وتولى خلال سنوات التسعينات منصب وزير الداخلية ، وبالتالي الرجل الثاني في هرمية الدولة المكسيكية. كما يعد كارلوس سليم الرجل الأغنى في العالم (وفق مجلة فوربس) وألفريدو حرب الحلو ، نموذجا ناجحا لاندماج الجالية اللبنانية في مجتمع الأعمال بالمكسيك. وكان ألفريدو جليف رحمة، المثقف مكسيكي- اللبناني البارز ، وكاتب مؤلفات مهمة حول العلاقات الدولية ومشاكل وقضايا العولمة ، قد صرح خلال لقاء تمحور حول اللبنانيين في المكسيك وأمريكا اللاتينية ، أن مواطنيه كانوا على الدوام في المقدمة في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية بالمكسيك ، مضيفا أن "الموقع الوحيد الذي لم يشغلوه حتى الآن هو منصب رئيس الجمهورية".