رغم عدم تسجيل أي حالة من حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد بالأقاليم الجنوبية، إلا أن عبد السلام بيكرات، والي جهة العيون الساقية الحمراء، أبى إلا أن يدعو سكان الأقاليم الجنوبية إلى البقاء في منازلهم، لمدة لا تقل عن 15 يوما، كشكل من أشكال "حظر التجوال الاختياري"، وتفادي الزيارات العائلية والتقيد بمبادئ السلامة للمحافظة على الحالة الوبائية بالجهة. وفي هذا الصدد، دعا والي جهة العيون الساقية الحمراء كافة المواطنات والمواطنين من ساكنة جهة العيون بمختلف أقاليمها وجماعاتها الترابية إلى التقيد بالإجراءات الاحترازية الوقائية انطلاقا من الحس الوطني والشعور بالمسؤولية، للحد من انتشار فيروس كوفيد 19 كورونا المستجد، مشددا على "القيام بحملات التحسيس والتعبئة المجتمعية للحد من انتشار الوباء العالمي القاتل". وأضاف المسؤول الأول بجهة العيون الساقية الحمراء، خلال اجتماع تقديم المخطط الجهوي لليقظة في مواجهة فيروس كورونا الذي احتضنته ولاية الجهة صباح اليوم: "على المواطنين التقيد بالتدابير الوقائية في إطار المصلحة العامة والشعور بالمسؤولية"، مشددا على ضرورة "الحد من تنقلاتهم غير ضرورية، والزيارات العائلية، والتخلي عن تقاليد المصافحة مؤقتا". وطالب بيكرات جميع المسؤولين والمنتخبين والمجتمع المدني على حد سواء بنشر التوعية داخل المجتمع والتعامل كأشخاص ناضجين وكمسؤولين نموذجين، لافتا إلى أنه "لا مجال للمزايدة على الأشخاص أو المؤسسات العمومية في التعامل مع الفيروس القاتل والتدابير الوقائية المتخذة". وفي تعليقه على ظاهرة التهافت على الأسواق واقتناء المواد الاستهلاكية بكثرة، أكد والي جهة العيون الساقية الحمراء، في معرض حديثه، أن ولاية العيون "تتابع عن كثب الوضع على مستوى الأسواق"، وأن "كل القطاعات معبئة ومستعدة للتعامل مع هكذا حالات"، مشيرا إلى أن "جهة العيون الساقية الحمراء تتوفر على مخزون كاف من المؤن والسلع الاستهلاكية التي تغطي حاجيات عدة شهور مقبلة"، ومستطردا بأن "المخزون المائي كذلك متوفر ويسد كل حاجيات المواطنين". في السياق ذاته، أكد حمدي ولد الرشيد، رئيس جماعة العيون، على ضرورة التزام المواطنين والمواطنات بشروط النظافة وعدم التساهل في التعامل اليومي من طرف العائلات مع فيروس كورونا القاتل. وشدد رئيس الجماعة الحضرية للعيون، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، على ضرورة التحسيس وتنظيم حملات توعوية على مستوى الجهة لتنبيه كل فئات المجتمع بخطورة الوضع والعمل على استلهام التجربة الصينية للوقاية من شر الوباء المستجد. وتعقيبا على حملة التعقيم التي باشرتها جماعة العيون منذ خمسة أيام، أكد المتحدث ذاته أن "بلدية العيون ستواصل عمليات التطهير اليومية لتغطية كافة المرافق والمحلات العمومية التي يرتادها المواطنون"، لافتا إلى أن "جماعة العيون تتوفر على التجهيزات والمعدات الكافية لتعقيم مرافق المدينة". وختم ولد الرشيد حديثه لهسبريس بالقول إن "جماعة العيون وضعت منذ مدة كل خبراتها ومعداتها وأطرها رهن إشارة أقاليم جهة العيون الساقية الحمراء الأربعة"، مضيفا أن "الجماعة تتوفر على طاقم ذي كفاءات عالية على غرار ثلاثة أطباء و15 تقني صحة؛ فضلا عن 15 عامل إنعاش وطني للمواكبة والتتبع". يذكر أن الإجراءات الصارمة التي خلص إليها اجتماع تقديم المخطط الجهوي لليقظة في مواجهة فيروس كورونا تأتي في ظل ثقافة "التراخي" الذي تتعامل بها ساكنة الأقاليم الجنوبية مع فيروس "كوفيد 19" الذي صنفته منظمة الصحة الدولية كوباء عالمي.