تتفقّد صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بالممرضين والأطباء، فتلاحظ حجم وقوة "تدويناتهم" بخصوص الحيطة والحذر اللذين يجب اتخاذهما من طرف المواطنين، لمواجهة وباء "كوفيد 19"، الذي يهدد دول العالم. وللوقوف على المجهود المبذول من طرف طاقم المستشفى الجامعي محمد السادس بمراكش، الذي يوجد على فوهة بركان وباء"كوفيد 19"، تواجهك دعوات وطلبات وملتمسات منهم للذين لا يعلمون حجم خطورة الوضع الذي يعشيه المغرب والعالم بأسره هذه الأيام. صلاح الدين عزالي، ممرض بمستشفى الرازي التابع للمركز الجامعي محمد السادس، قال في تصريح لهسبريس: "كنا في البداية في حالة خوف وهلع لحظة استقبال الفرنسي المشتبه في إصابته بالوباء، لأننا لم نكن نتوفر على المعدات الطبية المناسبة، ونفتقر إلى تكوين بخصوص أعراضه ومكوناته"، وواصل مستدركا: "لكن بعد تأكيد النتائج لسلبية الحالة تنفسنا الصعداء"، مضيفا: "بمستشفى الرازي خصصت مصلحتان هما الإنعاش والأمراض التنفسية للتعاطي مع المشتبه في إصابتهم بوباء "COVID19"". "المسألة التي تؤرق الأطباء والممرضين والتقنيين والإداريين بالمستشفى الجامعي هي نقل هذا الوباء إلى أسرهم، وخصوصا من لهم آباء في سن متقدم"، يضيف الممرض ذاته، الذي أكد أن "الجميع مستعد لخدمة الوطن لما فيه خير البلاد والعباد". ومن أجل تعبئة كل الطاقم الطبي والتمريضي بهذه المؤسسة الصحية، قررت وزارة الصحة منع الرخص الإدارية، ما لم يلق أي اعتراض من طرف أي كان، فالكل قرروا التصدي لهذا الوباء. "كل من كلف بأداء مهامه في هذا الظرف الاستثنائي، من أطباء وممرضين وتقنيين وإداريين، تجندوا مسلحين بالعزيمة وشرف المهنة، وما يملكون من وطنية وما يؤمنون به من قيم أخلاقية، لأداء واجبهم في مواجهة وباء هدد العالم بأسره، استجابة لمهنتهم النبيلة"، يقول غزالي. وطالب الممرض نفسه المواطنين ب"احترام التعليمات الطبية والتحذيرات التي توجه لهم، وعدم الاستهتار بها، لأن الخطر يهدد الجميع". واقترح غزالي على الفاعلين ونشطاء شبكات التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام السمعية البصرية الرسمية وغيرها، الاجتهاد في إبداع طرق خلاقة للتحسيس بخطورة هذا الوباء، يمكنها أن تصل بيت كل مواطن في القرية والمدينة".