إجراءات استعجالية اتخذتها وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، وذلك ضمن آليات حماية وإغاثة الماشية بعد التراجع الكبير في التساقطات الذي يعرفه المغرب للسنة الثالثة على التوالي. وحسب الظرفية المسجلة في فبراير الماضي فإن الموسم الفلاحي الحالي يعرف عجزا في الأمطار على مستوى جهات المملكة، بغطاء نباتي في وضعية متوسطة، مع تسجيل تفاوتات بين المناطق البورية والسقوية. وبلغت التساقطات المطرية إلى حد الآن خلال هذا الموسم 141 ملم مقابل معدل 254 ملم خلال 30 سنة الماضية، أي بنسبة عجز تبلغ 40 في المائة مقارنة مع السنة الماضية، و44 في المائة بالمقارنة مع سنة عادية؛ وهو "ما يوضح أننا أمام سنة تعرف ندرة في التساقطات بشكل أكبر من السنوات المنصرمة"، حسب ما أعلنه وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، عزيز أخنوش، اليوم الأربعاء، في عرض له أمام أعضاء لجنة القطاعات الإنتاجية. أخنوش كشف أمام نواب الأمة عددا من "الإجراءات الآنية التي تهم حماية وإغاثة الماشية، في ظل موسم فلاحي طبعه نقص في التساقطات المطرية"، معلنا أن وزارته "خصصت في مرحلة أولى غلافا ماليا يبلغ 55 مليون درهما، أي 5.5 مليارات سنتيم، للإجراءات الآنية لحماية وإغاثة الماشية". وشدد المسؤول الحكومي على أن "الوضعية الحالية لها تأثيرات على سير الموسم الفلاحي، رغم أن الحالة النباتية للحبوب الخريفية تبقى في حالة مرضية"، موضحا أن "تطورها يبقى رهينا بالتساقطات المطرية القادمة والعناية اللازمة من الفلاحين". وفي وقت أشار وزير الفلاحة إلى أنه "تم البدء بالعمل على تنفيذ المخطط على مستوى المديريات الجهوية"، أضاف أنه "سيتم تخصيص غلاف مالي يبلغ 211 مليون درهم لاقتناء أكثر من 1.2 مليون قنطار من الشعير". وفي هذا الصدد بدأت الوزارة الوصية حسب أخنوش في "نقل الأعلاف إلى مقرات الجماعات القروية في المناطق النائية، في انتظار التطورات في التساقطات المطرية خلال المدة القادمة"، مبرزا أن "التدابير المتخذة وتضافر المهنيين والفاعلين مكنت من تجاوز هذا العجز الحاصل، وتحقيق نتائج جيدة في عدد من سلاسل الإنتاج النباتية والحيوانية".