رغم تراجع حدّة التوجّس التي رافقت "كورونا" طيلة الشهرين الماضيين، يستمرّ الفيروس في إلغاء أنشطة ثقافية وفكرية بالمملكة. وأتى الدّور على الموعد السنوي الذي ينظّمه الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية، والذي كان من المرتقب أن تستقبله مدينة مراكش يومي 27 و28 من شهر مارس الجاري. وأعلن الائتلاف تأجيل المؤتمر الوطني السابع للغة العربية، الذي كان من المقرّر عقده في موضوع "السؤال اللغوي وقضايا الهجرة"، إلى وقت لاحق لم يحدّد بعد، "استنادا إلى توجيهات اللجنة الوطنية المكلفة بتتبع تطور انتشار فيروس “كورونا” بالمملكة". وذكر الائتلاف في بلاغ له أنّه استجاب لتوجيهات اللجنة الوطنية "التي دعت إلى تأجيل جميع التظاهرات الجماهيرية المكثفة، ضمانا للوقاية الناجعة للمواطنات والمواطنين المغاربة من انتشار هذا الفيروس"، مسجّلا أنّ من أسباب التّأجيل الحرص على "ضمان النجاح الأمثل لهذه المحطة نظرا لأن جل المشاركين من خارج المغرب". ويأتي هذا التأجيل في وقت عُمّمت "دورية مستعجلة جدا"، وقّعها الحسن عبيابة، وزير الثقافة والشباب والرياضة الناطق الرسمي باسم الحكومة، تمنع "جميع التظاهرات التي يشارك فيها أشخاص قادمون من الخارج"، بما في ذلك "المحاضرات واللقاءات الثقافية والرياضية كيفما كان نوعها". ونّصت الدورية، التي تنفّذ "قرارات حكومية ذات صبغة استعجالية لمواجهة الوضع الاستثنائي المتعلق بخطر تفشي فيروس كورونا"، على "منع كلّ المهرجانات وجميع التظاهرات التي يشارك فيها أزيد من ألف شخص من المقيمين في التراب الوطني في أماكن مغلقة أو محدَّدَة". واستثنت الدورية الموجَّهة إلى رئيس اللجنة الأولمبية المغربية، ورؤساء الجامعات الرياضية الوطنية، والمديرين الجهويين والإقليميين لوزارة عبيابة، ومديريها المركزيين، ومديري المصالح المدبرة بصفة مستقلة، من المنع "المواسم". وسبق أن ألغى التخوّف من رفع حصيلة المصابين بفيروس "كورونا" في المملكة، بعد تسجيل حالتين قدمتا من إيطاليا، مجموعة من الأنشطة الثقافية والفنية والسياسية بالبلاد منذ منتصف الأسبوع الماضي. ومازال الترقّب سيّد الموقف، بعد إلغاء أنشطة في مختلف أنحاء المملكة، إذ لم تحدّد المواعيد الجديدة التي من المرتقب أن تنظّم فيها الأنشطة والتّظاهرات المؤجّلة.