في وقت تشدد السلطات المغربية إجراءاتها الاحترازية لمواجهة خطر تفشي فيروس "كورونا" القاتل، الذي يهدد حياة المغاربة، من خلال منع جميع التظاهرات الكثيفة والمختلطة، يواصل حزب العدالة والتنمية عقد اجتماعاته الخطابية بكبرى حواضر الصحراء المغربية. ورغم قرار الحكومة، التي يترأسها الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، قرر الأخير عقد مهرجانه الخطابي السبت القادم بمدينة العيون، متجاهلا الإجراءات الضرورية المتخذة لمنع جميع التظاهرات الرياضية والفنية والثقافية التي يشارك فيها أكثر من 1000 شخص من المقيمين في التراب الوطني في حالة إقامتها في أماكن مغلقة أو محددة، بالإضافة إلى منع كل المهرجانات باستثناء المواسم. وفي ظل بقاء الباب مفتوحا على زيادة أعداد المصابين بالفيروس القاتل بالمملكة، يأبى "حزب المصباح" إلغاء مهرجانه الخطابي الذي يؤطره أمينه العام سعد الدين العثماني، وأعضاء من أمانته العامة، بفضاء مغلق (قصر المؤتمرات)، ما قد يزيد من سرعة انتشار الوباء القاتل. أحد أعضاء الأمانة العامة للحزب أكد في اتصال هاتفي مع جريدة هسبريس الإلكترونية أن "الحزب ماض في تنظيم المهرجان الخطابي بالعيون" موردا: "إلى حدود اللحظة لا يوجد قرار إلغاء الحدث الهام بالأقاليم الجنوبية". وأورد المسؤول الذي رفض إدراج اسمه أن "النشاط المرتقب تنظيمه نهاية الأسبوع بالعيون لا يدخل في إطار المهرجانات المحظورة أو المهددة لحياة المغاربة"، لافتا إلى أن "الحدث لا يحتمل مشاركة الأجانب أو المغاربة القادمين من الدول التي يجتاحها فيروس كورونا القاتل". وكان مصطفى الخلفي، عضو أمانة حزب العدالة والتنمية، أكد في وقت سابق، خلال رده على الرسائل الموجهة إلى الحزب بخصوص تنظيم المهرجان الخطابي بالعيون، أن "العمل السياسي لحزب العدالة والتنمية ليس موسمياً، بل عمل دائم". وأضاف الوزير الناطق الرسمي باسم الحكومة السابق أن "أنشطة الحزب غير محصورة في المركز، وإنما تمتد إلى جميع الجهات والأقاليم بدون استثناء"، لافتا إلى أن "هذه الزيارة ستكون فرصة للتواصل والحوار مع مختلف الفعاليات على المستوى المحلي". وأردف عضو الأمانة العامة ل"حزب المصباح": "هذه الزيارة ذات رسالة سياسية تؤكد أن قضية الصحراء المغربية قضية جميع المغاربة، ما يحتم تواصل المبادرات الهادفة إلى دعم الفعل السياسي داخل الصحراء المغربية؛ وهو الخيار الذي أكد عليه الحزب وجسده بسلسلة من المبادرات، واليوم تأتي هذه الخطوة لتجسيده على أرض الواقع".