على الرّغم من تسجيل ثاني إصابة بأنفلونزا "كورونا"، إلا أن المغرب ما زال يستقبلُ رّحلات جوّية قادمة من الصّين وإيطاليا، اللتين تشهدان تفشّي الوباء "القاتل"، في وقت يطالبُ فيه مغاربة بوقف هذه الرّحلات لأنّها تشكّل تهديداً حقيقياً وبسببها دخل الفيروس إلى المملكة. ولم يتوقّف الخطّ الجوّي الذي يربطُ ما بين ميلان وإقليم بيرغامو "الموبوء" بإيطاليا ومدينة الدارالبيضاء؛ إذ مازالَ مطارُ محمّد الخامس يستقبلُ العشرات من مغاربة إيطاليا الذين فضّلوا الهروب من "الفيروس" والعودة إلى أرض الوطن، بينما تؤكّد وزارة الصّحة أن "جميع المسافرين القادمين من بؤر الوباء الرّئيسية في أوروبا يخضعون للمراقبة الطّبية". وراجَ منذ أمس خبر تعليق الرّحلات الجوّية الرّابطة بين ميلان والدارالبيضاء على إثر تزايد حالات الإصابة بالفيروس القاتل، قبل أن يؤكّد رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، أنّ "البلاغ المنسوب لوزارة الصحة بتعليق الرحلات من وإلى إيطاليا غير صحيح، وقد أخبرتُ الجهات المختصة بأن هذا الخبر لا أساس له من الصحة، وأن البلاغ مختلق". وأرجعَ العثماني قرار المملكة عدم تعليق الرّحلات الجوية القادمة من إيطاليا إلى حدود اليوم إلى أنّه "ليس هناك دولة أوروبية واحدة علقت الرحلات من وإلى إيطاليا". ودعا نشطاء مغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي السّلطات المغربية إلى وقف المسارات الجوّية القادمة من بؤر الوباء الرّئيسية في أوروبا، خاصة إيطاليا وألمانيا وبلجيكا. وقال محمّد: "يجب قطع الرحلات من إيطاليا. ثاني إصابة من إيطاليا، ماذا تنتظرون؟ بدأنا نحس بالقلق فعلا، خصوصا وأن البلاد مفتوحة كأن ليس هناك وباء عالمي". وقال أبو آدم مخاطباً رئيس الحكومة المغربية: "سيدي رئيس الحكومة، كيف يعقل أن يتقرر إقامة كل مباريات كرة القدم في البلاد من دون جمهور حسب قرار الجامعة تفاديا لانتشار الفيروس، في حين لا يتم تعليق ولا رحلة من وإلى إيطاليا التي تعتبر اليوم بؤرة لفيروس كورونا على الصعيد العالمي؟! أرى أن هناك نوعا من التناقض". ودعا سعد إلى إلغاء "الرحلات إلى الدول المعروفة بانتشار كورونا، وعلى رأسها ايطاليا. المغرب في حالة انتشار الوباء لا قدر الله ستكون الكارثة لغياب الإمكانيات الصحية، أقل ما يجب القيام به هو إلغاء الرحلات، وهو مطلب شعبي". وتابع ناشط آخر: "نشكر السيد رئيس الحكومة على هذا التفاعل الإيجابي. فيما يخص تعليق الرحلات مع إيطاليا لا يمكن منع المواطنين من العودة إلى بلدهم كقرار رسمي، لكن نرجو من الجالية المغربية حفظها الله أن تتفهم الوضع وتراعي مصلحة الوطن، إيطاليا اليوم الثانية من حيث عدد الإصابات فلا يسعنا إلا الدعاء". وقبلَ أسابيع وفي خضمِّ تصاعد مخاطر فيروس "كورونا"، قرّر المغرب تفعيل المراقبة الصّحية على مستوى عدد من المطارات والموانئ، من أجل الكشف المبكّر عن أي حالة واردة للإصابة بهذا الفيروس. وفي العادة، تقوم وحدات طبية داخل المطارات بفحص كل الرّكاب وقياس درجة حرارتهم، كما يطلب من المسافرين تعبئة استمارة للإدلاء بالأماكن التي تواجدوا فيها، والمكان الذي يقصدونه في المغرب، إلى جانب بيانات الاتصال الخاصة بهم. واتّخذت وزارة الصّحة، كما سبق لها أن أكّدت، "إجراءات وقائية وتدابير احترازية" على الركاب القادمين من الدّول القريبة من بؤر "الموت" إلى مطارات المملكة. ويشمل ذلك الرحلات المباشرة وغير المباشرة، بهدف التأكد من خلو المسافرين من الفيروس التاجي "كورونا" المستجد.