ساهمَ انتشار فيروس "كورونا" في المناطق الأسيوية في تعزيز حضور السّوق المغربية في روسيا، بعدما عبّرت الأخيرة عن رغبتها في توسيع مجالِ شراكاتها مع الجانب المغربي، خاصة من حيثُ استيراد الحوامض وبعض المنتجات الغذائية، التي لا يمكن استلامها من الصّين، بؤرة الوباء القاتل. ووفقاً لمعطيات رسمية روسية نشرتها وكالة الأنباء "سبوتنيك"، فإنّ "فيروس كورونا"، الذي ينتشرُ بشكلٍ سريع في الصّين ودول آسيا، دفع روسيا إلى اتخاذ مجموعة من الإجراءات الاحترازية؛ من قبيل وقف التّعامل التّجاري مع بعض الدّول الشّريكة مثل الصّين، وهو ما سيدفع السّلطات إلى الانفتاح على بعض الأسواق كالمغرب وتركيا. وكشفت الجمعية الروسية لمنتجي وموردي الأغذية أنّ "روسيا عملت على استبدال المنتجات الصينية بمنتجات قادمة من بلدان أخرى، مثل المغرب وتركيا"، مؤكّدة أنّ "الخضراوات والفواكه والمنتجات البحرية تشكّل أساس صادرات الأغذية المغربية إلى روسيا". وتدرس الجمعية الروسية لمنتجي وموردي الأغذية (Rusprodsoyuz) حاليًا إمكانية استبدال المأكولات البحرية والخضروات المستوردة عادة من الصين بنفس المنتجات ولكن قادمة من المغرب، موردة أنّ "المغرب يمثّل من بين الدّول الرّائدة في تزويد روسيا بهذه المنتجات". ويمثّل المغرب، حسب أرقام روسية، من بين 5 أعلى موردين رئيسيين لروسيا إلى جوار الصّين والإكوادور ومصر بحجم إمدادات يبلغُ 164 ألف طن. وبالنّسبة لواردات الفواكه، يحتلّ المغرب مرتبة متقدّمة على مستوى السّوق الرّوسية. كما تشكّل الحوامض المغربية من بين أهم المواد الغذائية التي تطعم السّوق الرّوسية. وتشكّل الخطة الفلاحية الإستراتيجية "المغرب الأخضر" دفعة قوية لرفع حصّة المغرب من حيث تصدير الحوامض، كما تشكّل المملكة من الأسواق المهمّة للجانب الرّوسي. وخلال المرحلة الأخيرة، أرسل المغرب 100 ألف طن من الحوامض إلى روسيا. وحسب أرقام رسمية، فقد قام المغرب بتصدير 400 ألف طن من المنتجات الزراعية والغذائية إلى السوق الروسية. وتعتبر الحوامض والطماطم أهم هذه المنتجات، بحجم بلغ على التوالي 210 آلاف طن و119 ألف طن. وتشكل الصادرات الفلاحية إلى روسيا أزيد من 75 في المائة من الصادرات المغربية نحو هذا البلد، والتي تقدر قيمتها بنحو 1.5 مليارات درهم مكونة من 70 في المائة من الحوامض و30 في المائة من الطماطم. وخلال عام 2019، صدر المغرب حوالي 34.8 ألف طن من الطماطم إلى سانت بطرسبرغ. وتتشكل صادرات المغرب، التي تضاعفت ثلاث مرات منذ سنة 2018، إلى روسيا على الخصوص من الحوامض ودقيق وزيت السمك؛ فيما تتشكل الواردات من روسيا في معظمها من زيت النفط الخام والحديد والكبريت.