عقد عبد العزيز العماري، عمدة الدارالبيضاء المنتمي إلى صفوف حزب العدالة والتنمية، يوم أمس الخميس، اجتماعا رفقة فريق حزب الأصالة والمعاصرة المعارض له بالمجلس. وعرف اللقاء التواصلي بين العمدة وبين الفريق المعارض له نقاشا حول مجموعة من القضايا التي تعترض منتخبي "البام" بالمجلس، والطريقة التي يتم التعامل بها من لدن المكتب المسير مع مقترحات مستشاري الحزب المعارض. كما جرى خلال هذا اللقاء، حسب مصادر جريدة هسبريس الإلكترونية، التطرق إلى المشاكل التي تعاني منها عدد من المقاطعات، وكذا عدم تجاوب هذه المجالس التي يسير غالبيتها حزب العدالة والتنمية مع المعارضة؛ وهو الأمر الذي وعد القيادي في "البيجيدي" بالتعاطي معه بشكل إيجابي. ورجحت بعض المصادر أن يكون هذا اللقاء التواصلي بداية إعلان عن تقارب بين الحزبين المتصارعين منذ سنوات، خصوصا مع انتخاب عبد اللطيف وهبي أمينا عاما لحزب "الجرار". وبينما اعتبر منتخبون من "البام" أن هذا اللقاء تواصلي ولا علاقة له بالتحولات التي شهدها الحزب مؤخرا، فإن منتخبين آخرين يرون إمكانية التقارب بين الحزبين بالمجلس الجماعي والإعداد للمرحلة المقبلة. وشددت المصادر نفسها على أنها لم تتلق بعد أي توجيه بخصوص التحالفات والتقارب مع "البيجيدي" من لدن عبد اللطيف وهبي، الأمين العام للحزب، على اعتبار أنه لا يزال يبحث تشكيل مكتبه السياسي. وأوردت المصادر دائما أن فريق "البام" بالمجلس سيواصل السياسة نفسها التي اعتمدها والمتمثلة في المعارضة من أجل مصلحة البيضاويين، مؤكدة أنه "تقاربنا مع هذا الحزب أو ذاك لا يعني أننا سنتخلى عما كنا نطالب به في الفترة السابقة". وينتظر أن تكشف اللقاءات والدورات المقبلة عن موقف حزب الأصالة والمعاصرة من حزب العدالة والتنمية وطريقة تدبيره للشأن المحلي بالدارالبيضاء ومقاطعاتها، وسيتضح ما إن كان سيغير خطابه ولهجة انتقاده إلى الحزب المسير. وتأتي هذه الخطوة بعد أيام على لقاء عبد اللطيف وهبي، الأمين العام للحزب، مع مستشاري حزبه بمجلس العاصمة الرباط الذي يعرف صراعا حادا بين منتخبي الحزبين، إذ دعاهم إلى "التشبث بالممارسات الديمقراطية في سموها، والمبنية على الحوار المفتوح، وعلى احترام الرأي والرأي الآخر، واستنفاد كل الطرق القانونية والحضارية". وبدأت علامات التقارب بين الغريمين السياسيين تظهر بشكل جلي، منذ انتخابات مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة التي عادت رئاستها الأصالة والمعاصرة.