كشفت صحيفة (معاريف) الاسرائيلية في عددها الاثنين الماضي أن مؤسسة "ياد فاشيم"، التي تعني بشؤون محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية، ستعلن قريبا عن الملك المغربي الراحل محمد الخامس عزيزا للشعب اليهودي، بسبب عمليات قام بها لإنقاذ اليهود من براثن النازية، وانه للمرة الأولي منذ الحرب العالمية الثانية ستقوم المؤسسة الاسرائيلية بإدراج اسم قائد عربي للحصول علي هذا اللقب، الذي يعتبر من أهم الألقاب بالنسبة للشعب اليهودي في جميع أماكن تواجده. "" ولفتت الصحيفة إلي أن لقب "عزيز الشعب اليهودي "للملك المغربي الراحل جاء بناء على طلب قدم للمعهد الاسرائيلي من الجالية اليهودية التي تعيش في المغرب. وقالت الصحيفة أن محمد الخامس، حكم المغرب حتى توفي عام 1961 وحارب بكل ما أوتي من قوة الأحكام العنصرية ضد اليهود التي شنتها حكومة فيشي في فرنسا، والتي طبقت في المغرب الذي كان خاضعا للسيطرة الفرنسية. وكشفت الصحيفة أن طلب الاعتراف بالملك المغربي الراحل محمد الخامس "عزيز الشعب اليهودي" ترتكز علي وثائق سرية فرنسية تعود للعام 1941، وأكدت أن محمد الخامس عارض بشدة قوانين حكومة فيشي ضد اليهود. وبحسب وثائق نشرت مؤخرا، فإن الملك الراحل طالب الفرنسيين بعدم إلزام اليهود برفع الشارات الصفراء على أجسادهم ليتسنى للآخرين التعرف عليهم، كما أن محمد الخامس عبر عن تضامنه مع اليهود بالتهديد بالتجول رفقة عائلته مع الشارة الصفراء، تعبيرا عن تضامنه ضد ظلم اليهود، وأكدت صحيفة "معاريف" ، أن هذا التصرف الحكيم زاد جدا من تعاطف يهود المغرب معه. وأشارت "معاريف" إلى أن المرشح للحصول علي لقب "عزيز الشعب اليهودي" يجب أن يثبت للجميع انه عرض حياته بشكل شخصي للخطر لإنقاذ اليهود خلال الهولوكوست. ولكن بموازاة ذلك، فان الجالية اليهودية في المغرب تدعي انه يجب الإعلان عن الملك محمد الخامس عزيز الشعب اليهودي لأنه وبسبب تصرفاته عرض نفسه وحكمه للخطر الشديد، مع ذلك أكدت الصحيفة انه خلافا لتونس التي احتلت مباشرة من قبل الفرنسيين، فان المغرب لم تقع مباشرة تحت الاحتلال الفرنسي. وقال سيرج بردوغو وزير السياحة المغربي السابق وأحد زعماء الجالية اليهودية في المغرب للصحيفة الإسرائيلية انه حتى الآن لم تتقدم الجالية بطلب رسمي إلى السلطات ذات الصلة لإعلان الملك محمد الخامس "عزيز الشعب اليهودي"، ولكنه أضاف أن جميع اليهود المغاربة يحلمون بتحقيق هذا الآمر إضافة إلى اليهود المغاربة الذين يعيشون في الدولة العبرية. وذكرت "معاريف" أن الجالية اليهودية في المغرب ستقدم الطلب الرسمي إلى مؤسسة ياد فاشيم في إسرائيل في الأسابيع القادمة، ومن جهته أكد سيرج بردوغو انه توجه إلي رئيس الدولة العبرية شمعون بيريس، ليمد يد المساعدة لتحقيق هذه المبادرة علي ارض الواقع، وأعرب عن أمله في أن توافق مؤسسة ياد فاشيم على الاقتراح.