عاد 18 ناشطا محسوبا على الحركة الأمازيغية يوم الجمعة الماضي إلى المغرب، عبر مطار محمد الخامس بالدارالبيضاء، بعد زيارة قاموا بها لإسرائيل دامت أسبوعا كاملا، زاروا خلالها عددا من المواقع الأثرية والمعاهد العلمية بالقدس، والتقوا فيها بمتخصصين في تاريخ اليهود. وعمد هؤلاء النشطاء إلى الدخول إلى إسرائيل عبر دولة تركيا، التي لا تشترط على المغاربة الحصول على التأشيرة لدخول أراضيها. وبهذا الإجراء، يكون هؤلاء النشطاء قد تجاوزوا يوم 6 نونبر الجاري إجراءات مسطرية معقدة فرضتها عليهم الديبلوماسية الفرنسية للرباط قبل السماح لهم بالدخول إلى أراضيها والتوجه بعد ذلك نحو «تل أبيب». ورفض عدد من هؤلاء النشطاء الخوض في تفاصيل هذه الزيارة التي وصفت بالأكاديمية، والتي قيل إنها تمت بدعوة من قبل متحف «ياد فاشيم» وهو المتحف الذي تخصص في استقبال ضيوف من مختلف بقاع العالم للتعريف بالمحرقة التي تعرض لها اليهود من قبل حكام ألمانيا النازية. ويوجد ضمن الوفد عضو سابق بالمجلس الإداري للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وإلى جانبه فعاليات أمازيغية تستعد في الآونة الأخيرة لإطلاق مشروع حزب سياسي جديد. وأعلن هذا المتحف عن سنة 2009 سنة للمغرب، على أن يعلن السنة المقبلة سنة للجزائر. واشترط لاستقبال وفد المغرب أن يكون كل أعضائه ينتمون إلى قطاع التعليم، وذلك في رهان منه عليهم لكي يعرفوا تلامذتهم بعد عودتهم من إسرائيل بالمحرقة التي أودت بحياة حوالي 6 ملايين يهودي في الحرب العالمية الثانية من قبل النازيين في مختلف المناطق الأوربية التي دخلوها. وينتمي جل أعضاء هذا الوفد إلى قطاع وزارة التربية الوطنية، وبعضهم يتولى مسؤوليات في مدارس التعليم الخصوصية، ويتحدرون من مختلف مناطق المغرب. وقبل الانتقال إلى القدس، مر نشطاء الأمازيغية من «تل أبيب» حيث استلموا حقائبهم التي سبقتهم من مطار الدارالبيضاء إلى إسرائيل. وتكفل هذا المتحف بجميع مصاريف مجيئهم وعودتهم، كما تكفل بإقامتهم في فندق من فئة 4 نجوم في القدس. وقدرت المصادر قيمة مصاريف كل عضو من الأعضاء بحوالي 6 ملايين سنتيم، مما يرفع المبلغ الإجمالي الذي صرف على هذه الزيارة إلى ما يفوق 100 مليون سنتيم. وزار الوفد، الذي عاد منبهرا بما سماه «التجربة الإسرائيلية»، مختلف أجنحة هذا المتحف، والتقى برجال دين ومؤرخين، كما زار عدة مواقع أثرية يهودية في القدس، والتقى بأحد البرلمانيين الإسرائيليين في المدينة، دون أن تخرج أي تفاصيل أخرى عما إذا كان هذا الوفد قد عمد إلى عقد لقاءات سياسية مع مسؤولين إسرائيليين. وتعتبر هذه الزيارة الأكبر من نوعها من حيث عدد الأعضاء المشاركين فيها، بعد زيارة مماثلة قام بها منذ ما يقرب من سنتين الناشط الأمازيغي أحمد الدغرني، رئيس الحزب الديمقراطي الأمازيغي المغربي المنحل، التقى خلالها بمسؤولين إسرائيليين، ولم يتحفظ في الحديث إلى وسائل الإعلام عن هذه الخطوة والدفاع عنها، عكس هذه الزيارة التي وصفت بالعلمية والتي واكبها تكتم من قبل الأعضاء المشاركين فيها.