بين دُموعِ الأمّهات وترقّب الآباء إطلالة أبنائهم مقبلين من المستشفى العسكري محمّد الخامس بالرّباط، بعد انتهاء فترة وضع الطّلبة العائدين من ووهان الصينية، بؤرة وباء فيروس "كورونا"، تحت المراقبة الطبية.. كانت "الزّغاريدُ" تخترقُ أسوارَ المشفى العسكري، الذي عاشت جنباتهُ "أجواءً" خاصة هذا الصّباح. وخلالَ ساعات الصّباح الأولى، بدأت سيّارات عائلات الطّلبة الذين وضعوا تحت المراقبة الطّبية لمدة 20 يوماً تحطّ رِحالها بالقُرب من المستشفى العسكري الدراسي محمد الخامس، مترقّبةً خروج أبنائها العائدين من الصين، عقب انتهاء فترة وضعهم في الحجر الصّحي. واستقبل المستشفى العسكري الدّراسي محمد الخامس 77 من الطّلبة العائدين، تمّ وضعهم في الحجر الصّحي، وذلك تنفيذا لتعليمات الملك محمد السادس، وبتنسيق تام بين جميع القطاعات المتدخلة. وقال رئيس مصلحة الأمراض التعفنية بالمستشفى العسكري الدراسي محمد الخامس بالرباط، الكولونيل خالد نيبي، إن "مختلف التحليلات المخبرية الخاصة بفيروس كورونا أظهرت عدم إصابة الطّلبة العائدين من إقليم ووهان بهذا المرض"، مبرزاً أن "هؤلاء لا يمثّلون أي خطر على المجتمع، ويمكنهم أن ينخرطوا في الحياة المجتمعية بشكلٍ عاد". وسجّل الكولونيل نفسه أنّه "تمّ التأكد من جميع الحالات عبر جميع التحاليل المخبرية والفحوصات السريرية، وأنهم الآن لا يشكّلون أي خطر على المجتمع". وعاينت جريدة هسبريس الإلكترونية مشاعر الفرحة والبهجة تعلو وجوه العائلات التي عبّرت عن ارتياحها وسعادتها عقبَ "انتهاء الحجر الصحي وعودة أبنائها إلى ديارهم سالمين"، وأعرب أفرادها عن شكرهم للملك محمد السادس وكل الجهات المسؤولة والأطر الطبية والعسكرية بالمستشفى التي سهرت على هذه العملية. ونوّه أحد الطّلبة العائدين من إقليم ووهان "الموبوء" بالإجراءات والتّدابير الصّحية التي تم اتخاذها خلال هذه العملية، مورداً: "الفترة التي قضيناها في الحجر كانت طبيعية وعادية، تلقّينا خلالها معاملة جيدة من لدن الأطقم الطّبية والمشرفين على العملية". طالب آخر يدرس الاقتصاد في الصّين قال في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: "الله يوفق سيدنا، نشكره. الأطقم الطّبية وفّرت لنا كل ما نُريده. سأعود إلى الصّين لاستكمال الدّراسة. نشكر الشّعب المغربي الذي وقف معنا في هذه المحنة". من جانبها، عبّرت والدة إحدى الطالبات العائدات من ووهان عن ارتياحها بعد رؤية ابنتها وهي في صحة جيدة، موردة: "نشكر جلالة الملك الذي أمر بنقل الطلبة إلى المغرب. نشكر كل المتدخلين في هذه العملية"، وتابعت: "فرحتنا لا تتصوّر.. مررنا بمرحلة صعبة ولما قدموا إلى المغرب شعرنا براحة نفسية.. ونأمل أن تستقر الأوضاع حتى يتمكنوا من العودة إلى الصّين". وقالت طالبة قادمة من الصّين: "كل شيء مرّ في ظروف جيدة، 20 يوماً مرت على أفضل وجه من حيث التطبيب والأكل والمراقبة الطبية"، مضيفة: "العودة إلى الدراسة أمر حتمي، فقد تواصلت الجامعة معنا وسأعمل على مباشرة الدّراسة عبر الإنترنت". وفي سياق متّصل، أفادت وزارة الصّحية بأن فترة وضع المواطنين المغاربة العائدين من ووهان الصينية، بؤرة وباء فيروس كورونا المستجد، تحت المراقبة الطبية بكل من مستشفى سيدي سعيد بمكناس والمستشفى العسكري محمد الخامس بالرباط، انتهت مدتها التي تم تحديدها في 20 يوما؛ ولم يتم تسجيل أي حالة إصابة أو أعراض مرتبطة بالفيروس في صفوف هؤلاء المواطنين. وتمت عملية إعادة المواطنين المغاربة من مدينة ووهان الصينية تنفيذا للتعليمات الملكية، إذ استفاد المواطنون ال 167 من مراقبة طبية منتظمة شملت فحوصات لمرتين في اليوم طيلة مدة الإقامة، فضلا عن التحليلات المخبرية الخاصة بفيروس كورونا المستجد، والتي كانت نتائجها سلبية. وأضاف البلاغ أن "الوزارة أعربت عن شكرها للمواطنين العائدين وعائلاتهم على انخراطهم الجدي والمسؤول والالتزام بالإجراءات والتدابير التي تم اتخاذها خلال هذه العملية، كما نوهت بجميع المتدخلين من أطر وأطقم صحية وإدارية، مدنية وعسكرية، الذين سهروا على إنجاحها وضمان سيرها في أحسن الظروف". وكان الملك محمد السادس وجه تعليماته للمصالح الحكومية لتخصيص طائرة لإعادة الطلبة المغاربة من مدينة ووهان الصينية، بعد تفشي وباء كورونا. وحلّت بمطار بنسليمان، نهاية الشهر الماضي، الطائرة التي جلبت المعنيين من ووهان، الذين بلغ عددهم 167 شخصا، من ضمنهم 57 امرأة.