بعث خالد آيت الطالب، وزير الصحة، برقية تعزية ومواساة إلى أسرة "شهيدة الواجب المهني" رضوى الاعلو التي قضت نحبها في حادث انقلاب سيارة إسعاف تابعة للمركز الاستشفائي الإقليمي آسا الزاك، وهي تؤمن عملية نقل مريضة إلى المستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير. وخلف نص البرقية، توصلت جريدة هسبريس الإلكترونية بنسخة منها، تذمرا في صفوف الشغيلة الصحية على اعتبار أنها تضمنت أخطاء وتحريفا صريحا في مضمون آية قرآنية، وتعالت أصوات رافضة لهذا النوع من التعازي واصفة إياه بالمتبذل تحت "هاشتاغ" "#لن_نقبل_تعزيته". وفي هذا الصدد، قال سعد بوكرن، نائب الكاتب الإقليمي للجامعة الوطنية للصحة أكادير إداوتنان، التابعة للاتحاد المغربي للشغل، إن "رسائل التعازي أو النعي أصبحا أكبر جهد لوزارة الصحة تجاه ضحايا النقل والإسعاف الصحي، وذلك بدل العمل على إصلاح المنظومة الصحية المهترئة التي تتداعى بتوالي المسؤولين وفشل مختلف السياسات العمومية"، متسائلا: "كم يلزم من قربان لإعادة النظر في سياسة النقل والإسعاف الصحي؟". وأضاف المصدر ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "هذا الأمر أصبح واقعا مألوفا إلى درجة أن النعي أضحى إجراء إداريا ووثيقة روتينية تُوقع دون النظر إلى فحواها وتمحيص مضمونها، وخير دليل على ذلك تحريف آية قرآنية جاءت في آخر الرسالة". من جانبه، علق حمزة ابراهيمي، مسؤول الإعلام والتواصل بالنقابة الوطنية للصحة العمومية، بالقول: "إن برقيات التعزية المقتضبة والمتشابهة لن تعوض ضحايا الواجب المهني ولن تسكن ألم الوجع والفقدان"، مشيرا في هذا الصدد إلى أن "هذه النوعية من البلاغات الجاهزة لا يتم التدقيق في فحواها باستثناء تغيير الاسم والصفة"، داعيا وزير الصحة إلى "اعتماد آلية وسن خطة ناجعة للحد من مآسي وجع الموت الذي لا نكاد ننسى حادثة حتى نصفع بموت جديد". جدير بالذكر أن نص برقية التعزية والمواساة التي بعث بها الوزير خالد آيت الطالب إلى أسرة الممرضة الهالكة تضمن تحريفا صريحا وخطأ في الآية القرآنية؛ إذ كتب "(إن لله وإن إليه راجعون)، بدل قوله تعالى: "إنا لله وإنا إليه راجعون".