تقاسمت إلهام قادري، الرئيسة المديرة العامة لمجموعة الكيماويات البلجيكية "سولفاي"، ببروكسيل، أسرار نجاحها مع عدد غفير من الطلبة المغاربة الذين قدموا من جميع المدن البلجيكية لاكتشاف قصة نجاح متفردة. واستعرضت قادري، خلال اللقاء السنوي الثالث المخصص للطلبة، المنظم من طرف سفارة المغرب ببلجيكا، أمام شباب يتابعون دراستهم بمختلف الجامعات والمدارس الكبرى ببلجيكا، تجربتها المهنية الملهمة، التي توجت بتعيينها في أكتوبر 2018 على رأس "سولفاي"، الرائد العالمي في مجال الكيماويات وإحدى أكبر المجموعات الصناعية الأوروبية. وبعد تطرقها لأبرز لحظات مسارها المهني، انطلاقا من البدايات في مدينة الدارالبيضاء ووصولا إلى التميز ب"سولفاي"، تحدثت قادري عن "الشغف" كأول "عنصر" للنجاح، داعية الشباب إلى البحث عن "محفز لوجودهم"، والعمل بمثابرة حتى يتمكنوا من رسم مسارهم في الحياة. وشددت إلهام قادري، العاشقة للكيمياء والعلوم، خريجة المدرسة التطبيقية للبوليميرات العليا وجامعة لويس باستور بستراسبورغ، والدكتورة في الكيمياء الفيزيائية الجزيئية، على أهمية التعليم، مؤكدة أنه ينبغي التحلي ب"الفضول" وعدم التوقف عن "التعلم وإعادة التعلم"، وقالت في هذا الصدد: "ينبغي على الفرد أن يكون متعطشا إلى المعرفة، وأن يتطلع دائما إلى التعلم، من أجل السير قدما نحو الأمام". وبعد استحضارها أيضا العزيمة كأحد المفاتيح الرئيسية للنجاح، دعت إلهام قادري، التي تولت مقاليد "سولفاي" بعد 30 سنة من تجربتها الأولى داخل المجموعة البلجيكية كمتدربة، الطلبة المغاربة ببلجيكا إلى الثقة في حظوظهم في النجاح، والذهاب إلى أقصى حد ممكن في مسيرة تحقيق أحلامهم، وذلك على الرغم من العقبات التي يمكن أن تعترض طريقهم. وأسدت المتحدثة ذاتها إلى الطلبة نصيحة مفادها عدم الخوف من المجازفة، و"السفر" للبحث عن المعرفة، وتعزيز قيم العمل والمثابرة والتواضع. وفي معرض ردها على سؤال حول المقاربة التي ينبغي نهجها من أجل تجاوز الإخفاقات، أكدت قادري أنه "يتعين اغتنام الفرص بسرعة والتعلم دائما من اللحظات الصعبة، التي تساعدنا على صناعة شخصيتنا واكتساب مناعة أكبر ضد الصعوبات". وبخصوص الصفات التي تصنع قائدا جيدا، شددت الرئيسة المديرة العامة ل"سولفاي" على أن "رئيس المقاولة ينبغي عليه أولا أن يثق في الإنسان، وأن يحفز موظفيه ويحرر طاقات كل فرد، مع التوفر على خارطة طريق وأهداف محددة بشكل جيد"، مؤكدة أن "الثقافة المزدوجة هي بمثابة غنى"، وأن "الأهم هو البحث عن قواعد وتوازن، قصد السير قدما في العالم المهني". من جانبه، أكد محمد عامر، سفير المغرب ببلجيكا والدوقية الكبرى للوكسمبورغ، خلال افتتاحه هذا اللقاء الذي قام بتنشيطه الصحافي محمد التيجيني، أن "التبادل حول نماذج النجاح يروم، على الخصوص، تشجيع هؤلاء الشباب وتعزيز ثقتهم، من خلال مشاطرتهم الدروس المستخلصة من حياة مهنية غنية، وكذا قيم النجاح في عالم يشوبه الشك والتساؤل". من جهة أخرى، أشار عامر إلى أن "مقاربة السفارة تجاه الشباب البلجيكي- المغربي تنسجم تمام الانسجام مع سياسة المغرب تجاه المغاربة المقيمين بالخارج، والتي يوجهها مبدأ أساسي، هو مصاحبة التجذر من دون اقتلاع للجذور"، مضيفا أن "الأمر يتعلق بتحفيز اندماج الشباب المغربي في مجتمع الاستقبال، مع تدعيم صلتهم ببلدهم الأم"، ومؤكدا أن "التشبث بالجذور هو عامل سلام وطمأنينة واندماج بالنسبة للأجيال الجديدة". يشار إلى أن هذا اللقاء مع الطلبة المغاربة ببلجيكا، الذين يشكلون مكونا رئيسيا من الجالية المغربية في البلاد، حضره ثلة من الشخصيات السياسية، ورجال الأعمال، والإعلاميين، فضلا عن مجموعة من أفراد الجالية المغربية.