قدمت مجموعة من الكفاءات المغربية المقيمة ببلجيكا، تجاربها الناجحة في بلاد المهجر، وذلك خلال لقاء نظم مساء أمس الجمعة، ببروكسل، مع عدد من الطلبة المغاربة. ومكن هذا اللقاء، الذي نظمته سفارة المغرب ببلجيكا، الطلبة الذي يتابعون دراستهم بمختلف الجامعات والمدارس العليا ببلجيكا، من التعرف عن قرب عن التجارب الناجحة لعدد من المغاربة في هذا البلد، واستخلاص الدروس من أجل فرض أنفسهم مهنيا في مجتمع الاستقبال. ونوه حميد فلجاوي، مدير المجلات الفرونكفونية لمجموعة " رولارتا "، إحدى أكبر المقاولات الصحفية في بلجيكا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بهذه المبادرة التي مكنت من لقاء طلبة مغاربة لنؤكد لهم أن النجاح ممكن رغم جميع الصعاب. ويتعلق الأمر، يضيف السيد فلجاوي، بإعطاء روح عالية لهؤلاء الشباب حتى يتمكنوا من اكتساب الثقة في قدرتهم على النجاح، والتعبير عن قدراتهم. وفي السياق ذاته، دعا محمد تاخيم، الرئيس المدير العام لمجموعة " إيكوفوس " المتخصصة في إنتاج الفوسفاط، الطلبة المغاربة في بلجيكا إلى عدم الخوف من التعبير عن كفاءاتهم والسعي وراء أحلامهم حتى النهاية. وأكد السيد تاخيم، الذي أسس " إيكوفوس " سنة 1996 حيث كان عمره آنذاك عشرين سنة، أن سر النجاح يكمن في عدم الاستسلام ومواجهة جميع العراقيل بشجاعة وحزم. من جانبه، أبرز فاسكا خروز، أستاذ بالجامعة الحرة لبروكسل، على أهمية قيم الشرف ونكران الذات من أجل النجاح في الحياة المهنية، مشيرا إلى أن هؤلاء الطلبة الشباب مدعوون إلى أن يكونوا خير سفراء لبلدهم الأم، وإعطاء صورة مشرقة عن الجالية المغربية ببلجيكا. وفي بداية هذا اللقاء، أكد سفير المغرب ببلجيكا والدوقية الكبرى للوكسمبورغ، أنه من خلال هذه النماذج الناجحة، " نريد تعبئة الشباب المغاربة في بلجيكا والتأكيد لهم على أن كل شيء ممكن ". وبعدما أكد على أن الجالية المغربية تحتل مكانة عالية في بلجيكا، شدد السيد عامر على أهمية تشجيع الروابط بين أعضاء هذه الجالية وتعزيز التواصل بين مختلف مكوناتها. وأضاف أن هذا اللقاء، الذي نظم بدعم من جمعيات الطلبة المغاربة ببلجيكا، يندرج في إطار المقاربة التي تنهجها السفارة مع الشباب البلجيكي من أصل مغربي، والتي تتمثل في مواكبتهم من أجل اندماجهم في مجتمع الاستقبال دون التنكر لجذورهم، والإنصات لانتظاراتهم ومقترحاتهم. وبعدما دعا هؤلاء الشباب إلى خدمة مصالح بلجيكا والدفاع عن المغرب، أبرز السفير الدور " الحيوي " الذي تضطلع به الجالية المغربية من أجل إشعاع بلد الاستقبال، وكذا تشبثها وانخراطها في مسلسل التنمية بوطنها الأم. وشكل هذا اللقاء الذي حضره عدد من الشخصيات السياسية البلجيكية من أصل مغربي، والمنتخبين المحليين، ورجال الأعمال والإعلام، بالإضافة إلى عدد من أفراد الجالية المغربية، مناسبة للتبادل مع الطلبة المغاربة في بلجيكا الذي يشكلون مكونا أساسيا للجالية المغربية المقيمة في هذا البلد. وقدم عدد من هؤلاء الشباب مختلف المبادرات والتظاهرات التي ينظمونها داخل الحرم الجامعي، بهدف إبراز دينامية التنمية التي يعرفها المغرب في جميع المجالات، والتعريف بالغنى الثقافي والحضاري الذي يتمتع به المغرب.