أجهز تلميذ، اليوم، على زميل له بالجماعة القروية تروال، في إقليموزان. وأرجعت مصادر هسبريس هذه الجريمة إلى خلاف سابق بين الطرفين بسبب مباراة في كرة القدم انتهى بتلقي الهالك طعنات قاتلة بواسطة سلاح أبيض. وفي تفاصيل الواقعة، كشفت مصادر محلية، في تصريح لجريدة هسبريس، أن شرارة الصراع انطلقت أمس خلال مباراة لكرة القدم، حيث تبادل الطرفان السب والشتم قبل أن يكملا النزاع صباح اليوم وسط الفصل الدراسي بالثانوية التأهيلية عمر الخيام، حيث تدخلت أستاذة لفض النزاع. وتبعا للمصادر ذاتها فإنه عقب انتهاء الحصة الدراسية وحلول فترة الاستراحة غادر الضحية أسوار المؤسسة التربوية لتدخين سيجارة، غير أن الجاني تبعه ووجه له طعنة قاتلة على مستوى القلب لم تمهله طويلا. وقالت المصادر ذاتها إن الجاني، الذي يتابع دراسته بأولى باكالوريا بالثانوية التأهيلية سالفة الذكر، وجه طعنة غادرة استقرت على مستوى صدر الضحية، تاركا إياه وسط بركة من الدماء، ليفارق الحياة بعد ذلك متأثرا بخطورة الإصابة. وتعليقا على الواقعة قال الخمار دادة، عضو العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان بوزان، إن ظاهرة العنف المدرسي ليست بجديدة عن محيط الثانوية التأهيلية موضوع الجريمة، مشيرا إلى وقائع "كريساج" طالت أستاذات بمحيط المؤسسة التربوية بمركز تروال. وأضاف دادة، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن المناخ الأمني غير المستقر بمحيط المؤسسة شكل موضوع اجتماع أمني مع السلطات بحضور جمعية آباء وأولياء أمور التلاميذ، خلص إلى التنبيه إلى مجموعة من السلوكيات والممارسات التي تؤثر سلبا على سيرورة العمل. واستحضر الفاعل الحقوقي ذاته توافد غرباء وانتشار المخدرات بمحيط المؤسسة التعليمية المتواجدة في مكان خلاء بين الأشجار، معتبرا هذا المعطى مشجعا على تنامي حالات الاعتداء والعنف، على حد قوله. من جانبه قال نور الدين عثمان، الكاتب الإقليمي للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان بوزان: "لا يماري أحد في خطورة هذه الظاهرة المقيتة التي ما فتئت تتفاقم في السنوات الأخيرة، وتجتاح مؤسساتنا التعليمية، حتى أصبحنا نسمع بين الفينة والأخرى عن حوادث العنف داخل الحرم المدرسي، سواء التي تستهدف رجالاته أو تلامذته". وأضاف عثمان لهسبريس: "إنه لمن المؤسف أن تنحرف المدرسة عن وظيفتها الأساسية المتمثلة في صناعة الإنسان وتهذيب سلوكه، وتلقينه كل الكفايات والمعارف التي تجعله قادرا على التعايش مع بني جنسه من البشر في أمن وسلام، باعتبارها مشتلا للقيم والأخلاق، لتصبح فضاء يمارس في محيطه وخارج أسواره العنف بشتى أنواعه"، معتبرا المدرسة "مرآة تعكس ما يتخبط فيه المجتمع من أزمات متعددة". في سياق متصل تمكنت عناصر الدرك الملكي من توقيف المشتبه في اقترافه هذه الجريمة، وحجز السلاح الأبيض الذي استعمله في تصفية الضحية؛ وجرى وضعه بأمر من النيابة العامة المختصة رهن تدابير الحراسة النظرية، من أجل تعميق البحث في القضية قبل عرضه على العدالة.