قال مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة إن الوضع في الصين في تحسن مطرد في الوقت الحالي؛ إذ منذ 6 فبراير الجاري بدأ عدد الحالات المصابة في الانخفاض، وتزايد عدد المرضى الذين تم علاجهم بشكل كبير. ووفقًا للبيانات الرسمية، فإن معدل الوفيات نتيجة الفيروس يتراوح بين 2.3 بالمائة و2.4 بالمائة في الوقت الحالي. وأوضح المركز أن تحسن الأوضاع "يرجع إلى تحرك الحكومات المركزية والمحلية في الصين للرد بشكل سريع على الوباء". وأورد في هذا الإطار أن وزارة المالية خصصت 66.74 مليار يوان لمكافحة الفيروس، وتم اتخاذ بعض التدابير الخاصة بتخفيض الضرائب لدعم الأعمال، مثل ضريبة القيمة المضافة، كما صدر قرار بالإعفاء من ضريبة الدخل الشخصية للأطباء والعاملين المشاركين في مكافحة الفيروس، واتخذ البنك المركزي إجراءات عاجلة لضمان استقرار الأسواق المالية، منها إعلانه في 3 فبراير أنه سيضخ 1.2 تريليون يوان في الاقتصاد. ومن ضمن الإجراءات المتخذة أيضا، ذكر مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة الإعلان في 7 فبراير عن توفير ما يُقدر بحوالي 300 مليار يوان كقروض سريعة للشركات لتوفير الأقنعة والنظارات الواقية والمطهرات. وأورد المركز أنه تحت قيادة الحكومة المركزية، وبدعم من أطباء جيش التحرير الشعبي الصيني، تم حشد المجتمع لمكافحة الوباء، حيث أرسلت الحكومة العديد من الأطباء من 16 مقاطعة مختلفة لدعم ووهان، وقام المواطنون بتقديم العديد من التبرعات لدعم المقاطعة، واشترى العديد من الصينيين في الخارج المستلزمات الطبية وقاموا بإرسالها إلى الصين، وقامت الحكومة بإصدار قرار بمد عطلة عيد الربيع وتأخير فتح المدارس للسيطرة على انتشار الفيروس، وتمت السيطرة على جميع المنافذ والمخارج في هوبي، ولم يعد يُسمح بالمرور إلا لإمدادات الإغاثة والمستلزمات الضرورية للسكان، ويزور الأطباء والعاملون في مكافحة الفيروس المنازل يوميًّا لقياس درجة حرارة المواطنين والتأكد من سلامتهم، كما تطوع العديد من أعضاء الحزب الشيوعي الصيني في الأعمال التنظيمية لمقاومة الفيروس. وحسب المركز ذاته، "كشف هذا الفيروس للعالم قدرة النظام الصيني على الصمود والتعافي السريع تجاه الأزمات، حيث استطاعت الحكومة الصينية القيادة والتنسيق بشكل فعال وكفء ضد الفيروس، وقام الرئيس شي جين بينج بقيادة أنشطة مكافحة كورونا بنفسه، كما تعاون مع الدول الأجنبية الأخرى لسحب المقيمين الأجانب من ووهان بشكل سريع، وتمكّنت الحكومة من بناء مستشفى بسعة 1000 سرير، ومستشفى آخر بسعة 1500 سرير في غضون 10 أيام فقط". ويأتي تفشي الفيروس، بحسب ما ذكره المركز، في خضم سعي بكين لتعزيز دورها العالمي من خلال مشروع "الحزام والطريق"، وتطوير قدراتها العسكرية، والسعي لإعادة هيكلة النظام الدولي تدريجيًّا ليستوعب الصعود الصيني. وأردف المركز أنه "في مقابل الرؤى الغربية التي اعتبرت الفيروس انتكاسة للتمدد الصيني، فإن المنظور الصيني يعتبر هذه الأزمة ضمن أنماط الكوارث الطبيعية العابرة (مثل: الفيضانات، والأعاصير، وحرائق الغابات) التي عادةً ما تتعافى منها الأمم القوية، بل وتستخلص منها فرصًا لإعادة البناء وتعزيز التماسك الداخلي". وختم المركز تحليله بالقول إنه "لا يُتوقع أن ينحسر الدور العالمي للصين نتيجة انتشار فيروس كورونا، ففي الصين قول مأثور مفاده إن تزايد المعاناة يعزز تماسك الأمة، وكل صعوبة هي اختبار، ومن ثم يمكن القول إن بكين استطاعت اجتياز هذا الاختبار، وتزايد الوعي لدى المواطنين الصينيين بالمخاطر غير التقليدية، وكيفية منعها، وآليات التعامل معها. كما قامت بكين بإعادة النظر في مشكلاتها لتعميق الإصلاح، ومواصلة تطوير ذاتها، والتغلب على التحديات البيولوجية والاقتصادية".