تعدّ التجربة المسرحية لمحمد تيمد ببعدها الفني والإنساني جديرة باهتمام الباحثين المنكبين على دراسة وتحليل تاريخ التحولات الفرجوية بالمغرب. فهو المصنف إبداعه خارج الأنماط المتداولة، والمقترن إنتاجه الفكري وانخراطه في فنه بعمق قلّ نظيره. وليد مدينة فاس العالمة سنة 1939 حيث نهل من علمها بالقرويين، إلى أن بزغ خطه الثقافي والفني النابع من عمق انشغالات مجتمعه والذي توج بانضمامه إلى ثلة الكتاب الحاملين لمشروع ثقافي باتحاد كتاب المغرب سنة 1989. عرف محمد تيمد فنانًا متفردًا بتجربته في مجال الفن المسرحي، مثيرًا في تصوراته الجمالية، مستفزًّا وثائرًا على النمطية، لأنه من بين المنتمين إلى جيل قدّم من خلال مسرحه صورة من صور رفضه لجميع أشكال الهيمنة والاستبداد الفكري. شكّل تيمد مدرسة مسرحية انخرط فيها الشباب من مجايليه، ونهلوا من معينها الذي يتساوق فيه العبثي بالواقعية السوداوية والتراجيكوميديا. ترك للريبرتوار المسرحي المغربي أعمالا رائدة، يحفظها تاريخ الأفكار الفنية في صحيفة الذاكرة المسرحية خاصة منها الهاوية، حيث كانت تحتل أعماله الواجهة الإعلامية والثقافية والفنية في زمن غير بعيد، ولا زالت إلى يومنا هذا. ارتكزت بنية أعمال تيمد الإبداعية على الدراماتورجيا بقواعدها التقنية والفنية العالية، وحضور هذا البعد مهيمن إلى حد أن بصمته الإبداعية تبدو جلية لمن أراد الاشتغال على نصوصه المسرحية، وتسهل له مأمورية التنزيل الركحي انطلاقا من رؤية سينوغرافية جلية الملامح يخطها في جل مسرحياته. أصّل محمد تيمد للمسرح المغربي، وفي الآن نفسه سجّل انفتاحه كهاوٍ، كما كان يحلو له أن يقول عن المسرح الغربي بمختلف توجهاته الجمالية. لكنه ظل في تجاربه المتعددة دائم البحث عن إيجاد قالب مسرحي مغربي لا يتآكل وهو ينزوي في الإغداق في الخصوصية. لذلك ظلّ ينهل من المدارس المسرحية الغربية. وهو ما شكل وزن مشروعه التجريبي الجاد والهادف إلى استنبات ممارسة مسرحية رائدة ومتفردة. من كتاباته المسرحية: - كاهنة المطبخ – منام قط - حموصة أو أزمنة الأمطار المتحجرة - عرس الذئب - الزغننة - كان يا ما كان - الأحذية الدامعة - المهزلة الكبرى- المحامي، على أربعة - آيت العقربان أو الساعة - ماضي اسمه المستقبل- مسقط آدم... وغيرها من النصوص المسرحية التي لا زال التنقيب عليها جاريا من أجل إخراجها للوجود في عهدة الباحثين والمهتمين بالشأن المسرحي والثقافي والفني بالمغرب بصفة عامة.