التأمت مراكز وجمعيّات بحثية غربية وإفريقية ومغاربية في سبيل الدّعوة إلى إطلاق سراح كل من فاريبا عادلخاه ورولاند مارشال المشتغلَيْن بمركز البحوث الدولية للعلوم السياسية والمركز الوطني للبحوث العلمية بباريس، اللذين يقبعان في السجن في إيران منذ اليوم الخامس من شهر يناير في السنة الماضية. ووقّعت هذا البيان مراكز دراسات وجمعيات، من قبيل جمعية العلوم السياسية الفرنسية ومركز دراسات الأزمات والنزاعات الدولية ببلجيكا والرابطة الألمانية للعلوم السياسية و"مجموعة الباحثين الشباب في العلوم الاجتماعية" وجمعية "الحرية الآن" من المغرب والرّابطة الإفريقية للأنثروبولوجيا، والمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، ومجلة جنوب آسيا الأكاديمية متعددة التخصصات، و"أكاديميون من أجل السلام" بتركيا وجمعية دراسات الشرق الأوسط بأمريكا الشمالية ومركز الدراسات والبحوث الدولية بكندا. ويقول نصّ البيان إنّ الباحثين سالفي الذكر، مثل خمس عشرة سجينا آخرا، وُجهت إليهما تهم سياسية كيدية، هي الاعتداء على أمن الدولة والدّعاية ضد النظام والتّجسس، مضيفا أنّ هذه التّهم "لم تُقنع أحدا ولا حتى العدالة الإيرانية، إذ طالبت المحكمة بالإفراج عن فاريبا عادلخاه ورولاند مارشال بكفالة في دجنبر الماضي. كما أسقطت محكمة أخرى تهمة التجسس ضد فاريبا عادلخاه في شهر يناير"؛ إلا أن "الحرس الثوري، الواقف وراء هذه الاعتقالات التعسفية، هو الذي يملك الكلمة الأخيرة، سواء في ما يخص مصير الأكاديميين أو ظروف احتجازهما القاسية". ويذكر البيان أنّ الباحثة فاريبا، إلى جانب الأكاديمي الأسترالي-البريطاني كيلي مور-جيلبرت، قد دخلا، في اليوم الرّابع والعشرين من شهر دجنبر 2019، في إضراب عن الطعام استمر طوال شهر يناير 2020، على الرغم من التدهور الخطير في حالتِهما الصحية". وأضاف المصدر نفسه: "لقد طلبنا منها تعليق إضرابها؛ لأن رسالتها المُطالِبة باحترام الحرية العلمية وحقوقها الخاصة سُمعت في جميع أنحاء العالم". ويبيّن البيان أنّ الباحثَين فاريبا عادلخاه ورولاند مارشال سيُحالان على "القسم 15" من "محكمة طهران الثورية"، ويضيف: "بطبيعة الحال، لا يوجد أي ضمان لحياد أو نزاهة المحاكمة، إذ إن أصحاب القرار الحقيقيين هم: مجلس الدولة، والمجلس الأعلى للأمن القومي، و"القوة الظل" للحرس الثوري، الذين يرجعون دستوريا إلى المرشد الأعلى للثورة. ودعا بيان المؤسّسات والجمعيات البحثية الموقّعة من مختلف أنحاء العالم المرشد الأعلى إلى "إنصاف وإنقاذ الجمهورية الإسلامية من خزي غياب العدل بإصدار أمر إلى حراس الثورة بتحرير فاريبا عادلخاه ورولاند مارشال" يوم غد الثلاثاء 11 فبراير الموافق لعيد الاحتفال بذكرى ثورة 1979؛ لأن "خطأهما الوحيد هو ممارسة مهنتِهما الأكاديمية بنزاهة واستقلال كاملَين". وذكر البيان، في ختامه، أنّ الباحثة فاريبا عادلخاه، التي تحمل الجنسيتين الفرنسية والإيرانية، قد قالت من خلف القضبان في نداء محزن وعميق: "أنقذوا الباحثين الأكاديميين، أنقذوا البحث العلمي كي تنقذوا التاريخ."، قبل أن يجمل قائلا: "هذا النداء لا يهم الجمهورية الإسلامية والشرق الأوسط وحدهما، إنه يهمنا جميعا سواء كنا في أوروبا أو إفريقيا أو آسيا أو في القارة الأمريكية، إذ لا وجود لمجتمع حر دون حريات علمية وأكاديمية".