تحولت القمة الإفريقية المنعقدة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا على مدى يومين، أمس الأحد واليوم الاثنين، إلى مواجهة بين المغرب والجزائر وجبهة البوليساريو الانفصالية، التي سارعت إلى عقد اجتماع مع الأمين العام للأمم المتحدة على هامش مشاركته في القمة الإفريقية لرؤساء دول وحكومات القارة. وأبلغ زعيم تنظيم البوليساريو، إبراهيم غالي، الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، بفقدانه للثقة في العملية السياسية التي ترعاها المنظمة الأممية منذ سنة 1991، تاريخ وقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن التنظيم الانفصالي "لن ينخرط في أي عملية لا تحترم مبدأ تقرير المصير والاستقلال"، وفق تعبيره. وتجاهلت منظمة الأممالمتحدة، من خلال مواقعها الرسمية، الإشارة إلى أي لقاء عقده المسؤول الأممي مع وفد البوليساريو، رغم تحديث موقع المتحدث الرسمي باسم أنطونيو غوتيريس لجميع الأنشطة التي يعقدها الأمين العام للمنظمة خلال القمة الإفريقية. وفيما يشبه رداً غير مباشر على تصريحات رئيس الجزائر ورئيس جنوب إفريقيا خلال افتتاح القمة الإفريقية، التي جددا من خلالها دعمهما لجبهة البوليساريو، أكد رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، أن المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها. وشدد العثماني، في تصريحات صحافية على هامش مشاركته في قمة أديس أبابا، على أن "المغرب يواصل التعاون مع الأممالمتحدة وأمينها العام لإيجاد حل لهذا النزاع المفتعل، بالموازاة مع مواصلة ورش التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الأقاليم الصحراوية"، مبرزا أن "الصحراويين يشاركون في الحياة السياسية والاقتصادية لبلدهم". وبينما لم ينعقد اجتماع رؤساء الدول المعنيين بآلية "الترويكا" التابعة للاتحاد الإفريقي حول مسألة الصحراء، خلافا لما جرى الإعلان عنه، جدد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، في أديس أبابا، التأكيد على تفرد الأممالمتحدة كإطار لإيجاد حل لقضية الصحراء. وقال بوريطة، في تصريح للصحافة عقب الجلسة الافتتاحية للقمة العادية ال 33 للاتحاد الإفريقي، إن "الموقف واضح منذ البداية، وهو أن قضية الصحراء المغربية توجد بين أيدي الأممالمتحدة، التي تبقى الإطار الوحيد لإيجاد حل لهذا النزاع طبقا للشرعية الدولية"، في إشارة إلى أن المغرب لن يقبل بأي تدخل إفريقي أو بأي بديل عن عملية السلام التي ترعاها الأممالمتحدة. وذكر وزير الخارجية أن رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فاكي محمد، أكد خلال الجلسة الافتتاحية لهذه القمة على تفرد الأممالمتحدة لتسوية قضية الصحراء. وكان موسى فاكي قد شدد على أنه، طبقا للقرار 693 في "قمة نواكشوط"، ستقدم آلية "الترويكا" التابعة للاتحاد الإفريقي دعما فعالا للمسلسل الذي تشرف عليه الأممالمتحدة، والذي يشكل الإطار الذي اختاره الأطراف طواعية من أجل التوصل إلى حل سياسي مستدام. يشار إلى أن القرار 693، الذي تم اتخاذه في "قمة نواكشوط"، جدد التأكيد على دعم المسلسل الأممي الجاري من أجل إيجاد حل سياسي مقبول لهذا النزاع الإقليمي من قبل جميع الأطراف. وتشهد القمة الإفريقية حضورا مغربيا وازيا يطبعه تقديم رئيس الحكومة، اليوم الاثنين، تقرير المملكة حول موضوع الهجرة الذي يتولى ريادته في الاتحاد الإفريقي الملك محمد السادس. كما يشارك الوفد المغربي أيضا في فعاليات الإطلاق الرسمي للجنة المناخ الثالثة الخاصة بالدول الجزرية.