يستأنِف محمد التهامي الحراق في كتاب جديد "توسيع وتعميق الأفق المعرفي النقدي والروحاني القائم على حوار الفكر والذكر، والمنشغل بالإسهام في تجديد الخطاب الديني من خلال جدلية العَقْلَنَة والرَّوْحَنَة والجمال"، بعدما افتتح ذلك في كتابه "إني ذاهب إلى ربي.. مقاربات في راهن التدين ورهاناته"، الصّادر سنة 2016 عن دار أبي رقراق، وواصلَهُ في كتابه "مباسطات في الفكر والذكر"، الصادر سنة 2019 عن دار النّشر نفسها. ويشتغل الحراق أيضا على أفق "توسيع وتعميق الأفق المعرفي النقدي والروحاني القائم على حوار الفكر والذكر، والمنشغل بالإسهام في تجديد الخطاب الديني من خلال جدلية العقلنة والروحنة والجمال"، في عدد من مشاريعه وأعمالهِ الفنية في السماع الصوفي، وبرامجه الإعلامية على إذاعة وقناة محمد السادس للقرآن الكريم، وخصوصا برنامجَه الإذاعي الأسبوعي "جُلْ ترَ المعاني". ويضم الكتاب الجديد "في الجمالية العرفانية.. من أجل أفق إنسي روحاني في الإسلام" إحدى عشرة دراسة وحِوارَيْن، وتتناول نصوصه جميعها أسسَ الأفق الإنسي الروحاني في الإسلام من مدخل جمالي عرفاني، وشج فيها الكاتب، وفق الورقة التقديمية للكتاب، بين "التأصيل الفلسفي والعرفاني لهذا الأفق، وبين الدراسة التحليلية لنماذج من مَجَالِي هذه الجمالية العرفانية، وخصوصا المجلى الجمالي الشعري والمجلى الجمالي الموسيقي". ويعدّ هذا العنوانُ المُنجَزَ السادس في لائحة أعمال محمد التهامي الحراق المنشورَة، ويقع في خمسمائة واثني عشر صفحة من الحجم المتوسط. و"تصدَّر غلافَ طبعتهِ الأنيقةِ، الذي أبدع تصورَهُ الفنان سمير السالمي، رسمٌ لشجرة طوبى في الجنة من كتاب: ذخيرة المحتاج في الصلاة على صاحب اللواء والتاج، للشيخ المعطى بن الصالح الشرقي، ونقشٌ مغربي مورق على حجر في الخلفية"، وفق ورقة المنشور الجديد. وجاء كتاب "في الجمالية العرفانية"، الصّادر عن منشورات "دار أبي رقراق للطباعة والنشر" بالرباط، ضمن سلسلة "مسارات في البحث"، في مقدمة موسَّعةٍ وأربعة فصول تحمل العناوين التالية: "الجمالية العرفانية ورهانات الأفق الإنسي الروحاني"، "مقاربات في المجلى الجمالي الشعري"، "مقاربات في المجلى الجمالي الموسيقي" "قراءتان وحواران في الأفق الإنسي الروحاني". ويقول ظهر غلاف كتاب محمد التهامي الحراق الجديد: "إن مدخل الجمالِ العرفاني، بما يعنيه من وُسْعٍ في فهمِ الوحيِ، وحفاوةٍ بقيم الجمالِ في العلاقةِ مع الحقِّ والخلقِ، وتثمينٍ للإبداعِ في الحس والمعنى (...) يشكل بالنسبة إلينا مفتاحا متميزا لتحريرنا من آفتي (الحرفية) و(التاريخية) في التعامل مع الخطاب الديني؛ مثلما يشكل إسهاما رئيسا في بلورة (إنسية روحانية) قوامُها محورية الإنسان، والاحتفاء بالعقل، والإقرار ببداهة الحرية؛ شرطَ أن يكون استلهامُنا من الميراث العرفاني استلهاما نقدِيا، وأن يكونَ تعاملُنا بذات (العُملةِ النقديةِ)،ِ أي الانتقادية، مع مفهوم الإنسية، بحيثُ نرَوحِن فهمَ الإنسيةِ ل(لإنسان) و(العقل) و(الحرية)، ونفُكّ هذا الفهمَ من إنكارِ التشددية الإسلامية الدينية، ومِن احتكارِ التشددية المادية اللادينية".