تزخر مدينة أكادير بمؤهّلات كثيرة ومتنوعة، أبرزها شاطئ ممتد بكورنيش عريض، وبنيات أساسية غاية في الأهمية، ولعل عناية الملك محمد السادس بهذه المدينة ازدادت منذ خطابه بمناسبة الذكرى 44 للمسيرة الخضراء، الذي اعتبر فيه مدينة أكادير "الوسط الحقيقي للبلاد". كما نزل الملك إلى هذه الرقعة، حيث أعطى انطلاقة مخطط التنمية الحضرية لأكادير، بما يتضمنه ذلك من مشاريع عديدة، ستعزز البنيات المتواجدة، وتجعل المدينة قطبا اقتصاديا وسياحيا بارزا. وتوفر مدينة أكادير، لاسيما شاطئها، إمكانية ركوب الأمواج بواسطة الدراجات المائية "جيت سكي"، وهي الرياضة المفضلة لدى الملك محمد السادس. وتستقطب هذه الرياضة شرائح واسعة من الممارسين، لاسيما في صفوف الصغار والشباب، وتساهم في إنعاش الحركة الاقتصادية والسياحية بالمدينة، لاسيما خلال بعض الفترات التي تشهد تنظيم منافسات دولية في هذا الصنف الرياضي، مما يجعلها واحدة من الرياضات التي تساهم في التنمية المحلية. ولعبت الجمعية المغربية لرياضة "جيت سكي" بأكادير أدوارا هامة من أجل إشعاع المدينة، انطلاقا من هذه الرياضة، حيث استقطبت التظاهرات والمنافسات الرياضية المنظمة آلاف الممارسين خارج أرض الوطن، ساهموا بلا شك في الحركة الاقتصادية للمدينة. كما أفلح شباب الجمعية في الظفر بمراتب مشرفة خلال التظاهرات الدولية، ونيل عضوية الاتحاد الدولي لهذه الرياضة، وترؤس الجامعة الإفريقية، فضلا عن انبهار دولي بالحكامة في التنظيم والممارسة، التي أضحت لصيقة بنادي أكادير ل"جيت سكي". ولم تعد رياضة "جيت سكي" رياضة النخبة، كما يُشاع، إذ قال حليم العايدي، رئيس الجمعية المغربية ل"جيت سكي" بأكادير، إن "بإمكان الجميع ممارسة هذه الرياضة، والنادي يوفر تدريبات وأشياء كثيرة بعد الانخراط". وأضاف أن الأمل معقود على كل المتدخّلين من أجل أن "تساهم هذه الرياضة في تحقيق جزء من الإقلاع التنموي المحلي بأكادير، إلى جانب القطاعات والأوراش التي أعطى الملك محمد السادس الأمر بانطلاقها في إطار مخطط التنمية الحضرية". وقال رئيس الجمعية، في تصريح لهسبريس، إن هذه الرياضة دخلت المغرب عن طريق الملك محمد السادس لما كان وليا للعهد، و"هي الرياضة التي يعشقها ويزاولها باستمرار". وأضاف أن مدينة أكادير "تتوفر على المؤهلات والبنيات الشاطئية اللازمة لممارسة هذه الرياضة، إلى جانب توافد أعداد كبيرة من السياح المهووسين بالدراجات المائية، مما دفعنا إلى الخوض في هذه التجربة، بعيدا عن المجال التجاري الذي قد يكون سائدا لدى غالبية الناس". وأوضح العايدي أن بداية ممارسة شباب أكادير "جيت سكي" كانت "في فترات العطل المدرسية والأسبوعية، وبعد ذلك اكتشفنا وجود خصاص وغياب للتعريف بهذه الرياضة، إذ بعد مدة قضيتها خارج أرض الوطن، رجعت ورفعت طلبا إلى صاحب الجلالة لتأسيس الجمعية المغربية ل"جيت سكي" بأكادير، وانخرطنا مع الجامعة الملكية للمحركات النارية والمائية، وفي ظرف وجيز أصبحنا مرجعا كبيرا في المغرب من ناحية تنظيم التظاهرات الرياضية الخاصة بهذا الصنف". "ثمرة عملنا الذي أشرت إليه سابقا كانت نيل عضوية المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي ل"جيت سكي"، مما شكّل قيمة مضافة لهذه الرياضة بالمغرب عامة ولجمعيتنا خاصة. وفي سياق هذا النجاح، أطلقنا سنة 2017 الجامعة الإفريقية ل"جيت سكي"، التي أترأسها، والهدف من ذلك التوسع على الصعيد الإفريقي انطلاقا من المغرب، بشراكة مع الجامعة الملكية. وقد لاقت المبادرة تجاوبا كبيرا، دفعنا إلى التفكير في تنظيم تظاهرة على الصعيد الإفريقي بالمغرب، تم تأجيلها مرتين لظروف بعض الدول المعروفة بهذه الرياضة"، يقول العايدي. وبخصوص تجربة الجمعية المغربية لرياضة "جيت سكي" بأكادير، يصف العايدي هذه التجربة بأنها رائدة على الصعيدين الوطني والإفريقي، مشيرا إلى أن نادي أكادير يتوفر على مؤهلات بشرية فتية، تتراوح أعمارها بين 10 و17 سنة، أبرزها رضا الحمدواي، وصيف بطل كأس العرش ووصيف بطل المغرب. وأضاف "كما نشارك في كل التظاهرات الوطنية ككأس العرش، والدولية ككأس ملك التايلاند. ويُعد نادي أكادير من النوادي الرائدة في المشاركة وتنظيم المنافسات الرياضية الخاصة بهذا الصنف". وفي ظل إعطاء العاهل المغربي انطلاقة مخطط التنمية الحضرية لمدينة أكادير 2020-2024، الذي يروم تأهيل المدينة في مناح متعددة، ضمنها المجال السياحي، يرى العايدي أن "الرياضة، بصفة عامة، لها تأثير على الاقتصاد، فعدد من الدول تهتم بالرياضات الشاطئية، إلى جانب الرياضات الكلاسيكية المعروفة، وأكادير، كمدينة شاطئية، لا بد لنا أن نُشجع على ممارسة هذه الرياضة فيها، باعتبار المدينة تحتل الرتبة الأولى إفريقيا في ممارسة "جيت سكي"، بالنظر إلى الرعاية المولوية السامية التي تحظى بها كل التظاهرات التي نظمناها، وعرفت مشاركة دولية وازنة". وإذا كانت أكادير بمؤهلاتها السياحية المتنوعة تستقطب هواة الرياضات المائية عموما، و"جيت سكي" خاصة، فإن اختيار مواقيت المنافسات الدولية الخاصة بهذه الرياضة يلعب دورا هاما في إنعاش الحركة السياحية بالمدينة. يقول العايدي في هذا الصدد: "نختار تنظيم البطولات في شهر نونبر، ومعروف التراجع السياحي الذي تشهده المدينة خلال هذه الفترة، مما يُساهم في تحريك العجلة الاقتصادية والسياحية بأكادير، فالرياضة شرط أساسي في الترويج السياحي، ومن شأن التظاهرات المقبلة، لاسيما كأس محمد السادس السنة المقبلة، في إطار شراكات دولية (أكثر من 25 ناديا)، أن تُساهم في إنعاش والترويج لوجهة أكادير". تظاهرات عالمية إذن تحتضنها مدينة أكادير في مجال رياضة "جيت سكي"، تشهد مشاركة أزيد من 25 دولة، وهي المنافسات التي يصفها العايدي ب"المهمة جدا"، و"التي لا يمكن أن تنال ذلك النجاح المتوالي، إلا بفضل العناية المولوية السامية للملك محمد السادس"، مضيفا أن "مواصلة النهوض بهذه الرياضة النبيلة تقتضي التفاتة عدد من المؤسسات الأخرى، الخاصة والعامة، لدعمها، وبالتالي الإسهام في زيادة جرعات الإشعاع السياحي لمدينة أكادير".