كشفت الممثلة البريطانية-الصينية شوفان ويلسون أنه طُلِبَ منها "العودة إلى المكان الذي أتت منه"، لمجرد أنها سعلت أثناء ركوبها مترو الأنفاق. وغردت ويلسون على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قائلة: "طُلِبَ من الرجل الذي كان يجلس إلى جواري أن يتحدث بالإنجليزية فقط، في وسط لندن"، وذلك في إشارة منها إلى تزايد حالات الإساءة ضد الأشخاص الذين يُعتقد أنهم صينيون، أو على نطاق أوسع أسيويون، منذ تفشي فيروس كورونا المتحور الجديد في مدينة ووهان بوسط الصين. وفي ويلز، قالت سو تشو لو (54 عاما) لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إن زملاءها من التجار في سوق "أبيريستويت" طلبوا منها لدى عودتها من عطلة في مسقط رأسها بتايوان أن تغلق الكشك الذي تبيع فيه بضاعتها. وقال مركز الجالية الصينية في برمنغهام، ثاني أكبر مدن بريطانيا: "بكل أسف، نسمع أن الاعتداءات على المواطنين الصينين في المملكة المتحدة تصاعدت منذ انتشار فيروس كورونا". وألقت ويلسون باللوم على وسائل الإعلام، وقالت: "إنه ليس فيروسا صينيا (ولكن) لسوء الحظ، هذه هي الطريقة التي جرى وصفه بها... لقد أثبت هذا الفيروس وخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي (بريكست) أنهما ذريعتان للعنصرية." وبالمثل، أثارت ردود الفعل المتحيزة استياء أشخاص من أصول صينية في أنحاء العالم. وفي أستراليا، غردت الجراحة ريا ليانج على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي قائلة: "هناك مريض أطلق نكات أمام فريق العمل الخاص بي بشأن عدم مصافحتي بسبب فيروس كورونا". وأضافت ليانج: "إنها ليست إجراءات احترازية صحية معقولة، لأنني لم أغادر أستراليا. إنها عنصرية". وقالت الطبيبة الكندية نادية علم، ردا على ليانج: "حاصر أطفال ابني اليوم بأحد أركان المدرسة لأنهم كانوا يريدون (فحصه) للتأكد مما إذا كان مصابا بفيروس كورونا، وذلك لمجرد أنه نصف صيني". كما تركت تلك العنصرية المرتبطة بفيروس كورونا أثرها على أشخاص من أصول أسيوية، ولكنهم ليسوا من الصين. وفي فرنسا، تم إطلاق هاشتاغ "#JeNeSuisPasUnVirus" (لست فيروسا) عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وأفادن ليتيتيا تشيف، رئيسة "اتحاد الشباب الصيني" في فرنسا، بإن الاتحاد الذي تديره تلقى كثيرا من التقارير بشأن سوء المعاملة. وأوضحت تشيف لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أنه يبدو أن تفشي الفيروس "تم استخدامه من جانب بعض الناس سببا للتعبير عن كراهيتهم للأجانب". واستشهدت تشيف بحالات تم فيها وصف تلاميذ المدارس الفرنسية بعبارات مثل "فيروسات صينية"، وأخرى طلب منهم فيها أقرانهم في المدرسة البقاء في منازلهم. من ناحية أخرى، أصدرت هيئة الصحة في باريس بيانا مشتركا مع جماعات خاصة بالجاليات الصينية، حذرا فيه من أن "الأحكام المسبقة لا تساعد في حماية المرء". ودعت وزيرة الصحة السريلانكية، بافيثرا وانياراتشي، إلى معاملة تتسم بالاحترام للمواطنين الصينيين في بلادها "خلال تلك الظروف العصيبة"، وذلك بعدما وردت تقارير بشأن وجود مطاعم تمنع دخول الصينيين. كما رأى مراسل ل "د.ب.أ" أشخاصا يخرجون من إحدى مقاهي العاصمة الإيطالية روما بمجرد دخول صينيين إليها، كما أفادت تقارير بأن بعض السياح الصينيين في إيطاليا تعرضوا لإهانات في الشارع، أو على متن الحافلات والقطارات، أو تم رفض ركوبهم سيارات الأجرة. وفي لندن، كانت شوارع الحي الصيني المزدحمة عادة هادئة هذا الأسبوع، حيث ظل السياح البريطانيون والأوروبيون والمواطنون الصينيون بعيدا. وقال موظفون بأحد متاجر البقالة وفي مطعم للوجبات الخفيفة، ل "د.ب.أ" إن حركة البيع والشراء تضررت بشكل مباشر بسبب تفشي فيروس كورونا. وفي الحي الصينيبباريس أشار أصحاب المحال التجارية إلى تراجع أرباحهم بنسبة تتراوح بين 30 و50 بالمئة، بحسب تشيف. وقالت تشيف: "يستطيع المرء أن يتفهم تماما أن الخوف أمر طبيعي... ولكن على المرء أن يظل موضوعيا وألا يقع في فخ العنصرية". واستشهدت تشيف بما اعتبرته مثالا "صادما جدا" من جانب ألمانيا حول مدى وصم الصين والصينيين في وسائل الإعلام. وكانت وسائل إعلام ألمانية ذكرت أن بعض سائقي سيارات الأجرة في برلين رفضوا إركاب أسيويين. كما قالت عائلة ألمانية-صينية تدير متجرا (سوبرماركت) أسيويا في مدينة كولونيا إن أحد العملاء طلب من ابنتها أن تغطي فمها. *د.ب.أ