هل تتّجه الرّباط إلى الاعتراف بإسرائيل؟ هذا السّؤال شغلَ الرّأي العام المغربي والدّولي طوالَ اليومين الماضيين، عقبَ تسريبات إعلامية تحدّثت عن اتّفاق أمريكي إسرائيلي تعترفُ بموجبهِ الولاياتالمتحدة بمغربية الصّحراء، مقابل إقدامَ الرباط على تطبيع العلاقات السياسي مع "تل أبيب". وعلى الرُّغم من أن الأمر يتعلّق بأخبار غير رسمية؛ فإنّها اتخذت طابعاً جدّياً لمّا تحوّل الموضوع إلى نقاش رسمي داخل قبّة البرلمان المغربي بعدما اتّهمت أصوات السّلطات بالتّنازل لصالح الكيان الإسرائيلي، بينما تقلّل الرّباط من أهمية هذه الرّوابط سواء من حيثُ تناولها على مستوى الإعلام الدّولي والمحلي. ولمْ تعد العلاقات المغربية الإسرائيلية يكْتنفُها الغموضُ مع توالي التقارير الاستخباراتية والأمنية التي تكشفُ النقاب عن تزايُد "حملات التطبيع" بوتيرة متصاعدة بين البلدين، على الرغْم من نفْي الحكومة المغربية أيَّ علاقات رسمية مع تل أبيب. وتعاطى الجانب الرّسمي المغربي مع موضوع التّسريبات الإسرائيلية باحتشامٍ كبير، إذ لم يفنّد صحّتها وفي الوقت نفسه لم يقفل الباب على "تناسل التّأويلات" التي دفعت إلى حدّ اعتبار الخارجية المغربية بأنّ "قضية الصّحراء هي القضية الأولى للمغرب، ولا ينبغي أن نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم". ويرى محمد اليازغي، الوزير الأسبق والكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية سابقا، أنّ "التّطبيع المغربي مع إسرائيل يمثّل مشكلاَ مطروحاً وغير محسوم"، مبرزاً أنّ "المغرب يدعم القضية الفلسطينية، ولا يمكنه أن يقبل المزايدة في هذا الملف". واعتبر الوزير المغربي السّابق، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنّ "قضية الصّحراء منفصلة عن نظيرتها الفلسطينية؛ فالأولى تمثّل قضية شعب ووطن ولها أولوية خاصة لدى المغاربة، بينما القضية الفلسطينية هي قضية احتلال بالدّرجة الأولى، وبالتّالي لا يمكن الجمع بينهما". وأوضح اليازغي أنّ "التسريبات الإسرائيلية تمثّل نوعا من الضّغط على المغرب بالنّظر إلى مواقفه من القضية الفلسطينية"، مشيراً إلى أنّ "ملف الصّحراء يمثّل أولوية الأولويات بالنّسبة إلى المغرب، لأنّ الأمر يتعلق بأرضنا وترابنا الوطني". وتابع الوزير: "لا يمكن أن يكون هناك تطبيع في المستقبل". وأشار السّياسي نفسه إلى أنّ "قضية الصّحراء المغربية لا يمكن مقابلتها بالقضية الفلسطينية"، مبرزاً أنّ "قضيتنا الأولى لها ارتباط بالجار الجزائري، وهي في يد منظمة الأممالمتحدة". ورفض ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، المزايدات السياسية باسم القضية الفلسطينية على خلفية الموقف الذي عبر عنه بخصوص ما يُعرف إعلامياً ب"صفقة القرن". ورداً على أسئلة عدد من المستشارين البرلمانيين خلال المصادقة على قانونيْ ترسيم المياه البحرية بالغرفة الثانية، أكد بوريطة أن مواقف المغرب بخصوص خطة السلام الأمريكية يجب أن تكون عقلانية وليست عن طريق المزايدات الفارغة كما فعلت بعض الدول.