نظم عشرات المكفوفين المعطلين حاملي الشهادات بمراكش، اليوم السبت، وقفة احتجاجية بشارع محمد الخامس على مقربة من ساحة جامع الفنا، تنديدا بما نعتوه "الإقصاء والتهميش". وبحت حناجر المتظاهرين بشعارات تطالب الحكومة ورئيس المجلس الجماعي ب"توفير السبل لكي تتمتع فئة المكفوفين المعطلين بدخل يضمن لها القوت اليومي والعيش الكريم". وارتدى المحتجون أكياسا وحولوا أجسادهم إلى متاريس، وسكبوا البنزين عليها مهددين بإحراقها، ما أدى إلى شل حركة السير والجولان بشارع محمد الخامس الذي يعرف خلال هذه الأيام المتزامنة والعطلة المدرسية إقبالا واكتظاظا بسيارات زوار المدينة الحمراء. وعرف هذا الاحتجاج إنزالا أمنيا، وتدخلا لشرطة المرور من أجل تسهيل عملية السير والجولان بهذا الشارع الذي يعرف ذروة في الحركة، فيما حاولت السلطة المحلية التدخل من أجل فض الاعتصام وفتح الطريق أمام المركبات. وندد المشاركون في الشكل الاحتجاجي المذكور بالواقع المر الذي تعيشه هذه الفئة داخل وطنها المتسم بالإقصاء والتهميش، واستنكروا ما وصفوه "بظلم الحكومة ومسؤولي مراكش". وتزامنا مع هذا الاحتجاج، أدان مكتب فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان المنارة مراكش ما نعته "بالمقاربة القمعية الممارسة في حق المكفوفين"، وطالب "بالاستجابة الفورية لمطالبهم العادلة والمشروعة"، بحسب بيان توصلت به هسبريس. وأكدت الهيئة الحقوقية "حق المكفوفين وضعاف البصر وكل فئات حاملي الإعاقة في الإدماج الاجتماعي ومعاملة إنسانية متطابقة مع ما تكفله المواثيق الدولية لحقوق الإنسان". وحمّلت الوثيقة نفسها "الدوائر المسؤولة تبعات إنكار حقوق المكفوفين حاملي الشهادات والتمييز الذي يطالهم بسبب الإعاقة"، مستنكرة بشدة "السياسات العمومية الموجهة لهذه الفئة التي تعمق من مأساتهم ومعاناتهم".