رغم فقدانه مؤقتا للنظر بسبب نزيف داخلي سببه مرض السكري، لم يخلف الفنان الشعبي المحبوب محمد بنبراهيم الموعد، كما فعل فنانون آخرون، مع الممثلة الرائدة خديجة جمال، 77 سنة، بمناسبة احتفاء عتيق بنشيكر بمسارها الفني الطويل بالقناة التلفزيونية الثانية. لقد حضر بنبراهيم رفقة ابنه، مساء الثلاثاء 17 يناير الجاري، إلى أستوديو التصوير للإدلاء بشهادة اعتراف في حق هذه الفنانة المغربية الكبيرة التي تعرف عليها لأول مرة في مطلع السبعينات من القرن الماضي بمقر سكناها بالجزائر العاصمة، وهو المقر الذي كان مفتوحا في وجه الفنانين المغاربة كلما زاروا عاصمة الجزائر الشقيقة. ومعلوم أن الفنانة خديجة جمال التي غادرت المغرب رفقة زوجها الفنان الجزائري الراحل محمد فراح، 19212011، مباشرة بعد استقلال الجزائر سنة 1962، ولم تعد لتستقر بوطنها الأم بشكل نهائي إلا سنة 1988، تعتبر من الفنانات المغربيات الأوليات اللواتي مارسن التشخيص المسرحي والسينمائي في وقت مبكر. حضر الفنان بنبراهيم مباشرة من زاكورة، حيث أنهى تصوير دوره في فيلم قصير من إنتاج الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بعنوان " الوصية "، سيناريو وإخراج علال العلاوي، دون أن يجد متسعا من الوقت لحلق ذقنه والعناية بهندامه، وذلك لأن همه الأساسي كان هو الوصول في موعد التصوير، تقديرا منه لفنانة مغربية معتزة بمغربيتها، تكبره سنا وتجربة. لقد أعطى الفنان بنبراهيم بهذا الحضور الدال درسا في ثقافة الاعتراف التي ينبغي أن يتحلى بها الفنانون المغاربة. ومما زاد حضوره ألقا هو مشاركة ثلة من الفنانين في تأثيث حلقة " مسار خديجة جمال " بكلماتهم وشهاداتهم وأغانيهم المتنوعة، نذكر منهم أولاد بنعكيدة، وفاطمة الزهراء العروسي، وزهيرة صديق وغيرهم. فتحية لكل من ساهم من قريب أو بعيد في إنجاح هده الحلقة من برنامج الزميل عتيق، ومتمنياتنا بالشفاء العاجل للفنان الإنسان محمد بنبراهيم، ومزيدا من العطاء للرائدة خديجة جمال.