تعهّد ناصر بوريطة، وزير الشّؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، ونظيره الكندي، فرانسوا-فيليب شامبان، بأنْ لا تدخر حكومتا البلدين جهداً في سبيل تطوير العلاقات الثنائية وتعزيز التشاور الثنائي بينهما بما يتماشى والمصالح المشتركة؛ وذلك في ندوة صحافية على هامش الزيارة الرسمية التي يقوم بها الوزير الكندي إلى المغرب. وقال بوريطة، الذي عقد اليوم الجمعة جلسة مباحثات رسمية مع نظيره الكندي، فرانسوا-فيليب شامبان، الذي حلّ بالعاصمة الرباط في زيارة تستغرق يومين: "هذه الزّيارة التاريخية هي الأولى من نوعها منذ تأسيس الدّولة الكندية. ونحن سعداء بهذه الزّيارة المهمة التي تأتي في ظروف إقليمية ودولية خاصّة، رغم زحمة الأجندات الدّولية". وأضاف المسؤول المغربي، خلال ندوة صحافية عقدها على هامش الزّيارة التي يقوم بها المسؤول الكندي، أنّ "الأخير جعلَ زيارة المغرب محطة ذات أولوية كبيرة ضمن أجنداته المزدحمة، وهو ما يعكس جودة العلاقات الثّنائية"، مشيراً إلى أنّ "هذه الزّيارة تمثّل محطة مهمة في التّعاون المشترك بين البلدين". وأردف بوريطة مجيباً عن أسئلة الصّحافيين: "لنا مصالح مشتركة وتحديات نحاولُ معا تجاوزها بما تقتضيهِ الأعرافُ الدّبلوماسية من تعاونٍ واحترامٍ متبادلين"، متوقّفاً عند التطور الهام على مستوى المبادلات التجارية مع دولة كندا، ومشيرا إلى أن "الخط الجوي ما بين الدارالبيضاء ومونتريال مكّن من توافد الآلاف من الكنديين على المملكة". وقال المسؤول الحكومي المغربي: "الحوار السياسي مع كندا مستمر. وسنعملُ على تعزيز التعاون العسكري والاقتصادي من خلال توقيع عدد من الاتفاقيات"، مبرزاً أنّ "أزيد من 100 ألف مغربي يعيشون في كندا، وهذا يخدم العلاقات المغربية الكندية"، وزاد: "سنعمل على فتحِ مزيد من القنصليات في كندا حتى نساهم في إدماج المغاربة بشكل جيد داخل النسيج المجتمعي الكندي". وعبّر بوريطة عن مساندة المملكة انضمام كندا التي تخوض حملة لشغل مقعد في مجلس الأمن الدولي، إذ قال إنّ "كنداً تمثل صوتاً مسموعاً داخل المجتمع الدولي، وانضمامها إلى المجلس الأمن الدولي سيسهمُ لا محال في تجويد عمل الأخير ومده بالحلول والمقترحات الجديدة وقيم الانفتاح والسّلام". من جانبه، ثمّن وزير الخارجية الكندي، فرانسوا-فيليب شامبان، الإصلاحات السّياسية والاقتصادية التي قام بها الملك محمد السادس، معتبراً أنّ "كندا تواكب إصلاحات المغرب في مجال المساواة"، وزاد أنّ "الإصلاح الذي أطلقه الملك جعل المملكة منارة للاستقرار في منطقة مشتعلة". وأضاف المسؤول الحكومي الكندي أنّ بلاده تمثّل "فاعلا مهماً في استتباب الأمن على المستوى الدّولي؛ وانضمامها إلى مجلس الأمن سيخدمه"، مبرزاً أنّ "كندا تحتضن آلاف الطلبة المغاربة الذين يندمجون بسرعة داخل المجتمع الكندي"، وزاد: "هذه أول زيارة لي إلى المغرب، وهي تكتسي أهمية بالغة نظراً لحجم الشّراكة التي تجمعنا مع الرباط". واعتبر الوزير الكندي أنّه "يجب أن نعمل سوياً مع الرباط على استتباب الأمن الإقليمي والدولي، وخاصة في مجال مكافحة الإرهاب الذي يلعب فيه المغرب دوراً هاماً"، مثمّناً الإصلاحات الملكية، خاصة في المجال الاجتماعي من خلال تأهيل المرأة والشّباب.