حرصا منها على تفعيل توصيات خطاب الملك محمد السادس بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، الذي شدد على أن "منطقة الصحراء المغربية بوابة المملكة نحو القارة الإفريقية"، تستمر الدبلوماسية المغربية في إقناع عدد من الدول الإفريقية بافتتاح قنصلياتها العامة بكبريات مدن الأقاليم الجنوبية. فبعد افتتاح قنصلية عامة لجمهورية جزر القمر بالعيون وغامبيا بالداخلة، يأتي الدور اليوم على افتتاح قنصلية رسمية لجمهورية غينيا كوناكري بجهة الداخلة وادي الذهب، وأخرى لجمهورية الغابون بجهة العيون الساقية الحمراء. وترأس حفل تدشين القنصلية العامة لجمهورية غينيا كوناكري ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ونظيره الغيني، مامادي توري؛ كما حضره لامين بنعمر، والي جهة الداخلة وادي الذهب، إلى جانب الخطاط ينجا، رئيس جهة الداخلة وادي الذهب، وعدد من المنتخبين وأعيان القبائل الصحراوية. الحدث الدبلوماسي الهام يأتي في إطار تعزيز العلاقات الثنائية للمغرب مع الدول الحليفة بالقارة الإفريقية، والحرص على ترسيخ مبدأ دعم مغربية الصحراء على أرض الواقع، ما قض مضجع الجارة الشرقية للمغرب، التي سارعت إلى إصدار بيان رسمي شديد اللهجة، الأسبوع الماضي، ترفض من خلاله ما اعتبرته "عملا استفزازيا"، وما وصفته ب"انتهاك صارخ لمعايير القانون الدولي، والقرارات الصادرة عن مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة في ما يتعلق بمسألة الصحراء". وفي هذا الصدد قال ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، إن "افتتاح قنصلية غينيا كوناكري اليوم يؤكد دعمها الكامل لمغربية الصحراء وثباتها الدائم على المواقف التاريخية بين البلدين المبنية على أسس الاحترام والتفاهم". وأضاف وزير الخارجية، في ندوة صحافية مشتركة مع نظيره الغيني مامادي توري، بالداخلة، أن "افتتاح القنصلية الغينية له خصوصية هامة، تؤكدها زيارات الملك محمد السادس إلى كوناكري المتتالية سنتي 2014 و2017، وزيارات الرئيس الغيني إلى المغرب في السنوات الأخيرة". وأشار بوريطة إلى أن "غينيا ورئيسها ألفا كوندي كان لهما دور محوري في عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي"، لافتا إلى أن "عودة المغرب إلى المنظمة القارية تمت بمطرقة غينية بزعامة الرئيس ألفا كوندي". رئيس الدبلوماسية المغربية أكد خلال اللقاء ذاته أن المغرب استقبل العديد من الطلبات الإفريقية الراغبة في فتح قنصليات عامة لها بمنطقة الصحراء المغربية، موردا أنه أخطأ التقدير حين عبر في بادئ الأمر عن أن الأيام القليلة القادمة ستشهد افتتاح أربع قنصليات فقط، قبل أن يفاجأ بعدد الطلبات المقدمة في هذا الصدد. وردا على الأصوات المناهضة للسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية، أكد المسؤول الحكومي أن "المغرب في وضع سياسي مريح جدا، والدليل على ذلك الدينامية التي تعيشها القضية الوطنية من خلال فتح قنصليات بلدان شقيقة في الصحراء، وتصريحات عديد الدول المؤيدة للطرح المغربي، بالإضافة إلى قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة". من جانبه، عبر مامادي توري، وزير الخارجية الغيني، عن سعادته بالتعاون مع المملكة المغربية وبتواجده بمدينة الداخلة، مؤكدا أن "الحدث الأول من نوعه بالأقاليم الجنوبية يأتي في إطار تعزيز وتقوية العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين". وأشار المتحدث ذاته إلى أن "فتح قنصلية عامة بالداخلة دليل قاطع على دعم جمهورية غينيا الدائم لمغربية الصحراء والوقوف إلى جانب المغرب في عديد الملفات الإقليمية والدولية". حري بالذكر أن الخطوات الدبلوماسية التي تعيشها الأقاليم الجنوبية بمثابة اعتراف الدول الإفريقية بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، خاصة حين أعلنت عديد الدول، من بينها السنغال وكوت ديفوار، عن الافتتاح المرتقب لقنصلياتها في العيونوالداخلة.