"قفزة جديدة" عرفتها أسعار المحروقات في المغرب صبيحة اليوم الأربعاء، بعدما سجّلت زيادات جديدة لدى مختلفِ شركات التّوزيع؛ وهو ما اشْتكى منه المواطنون المغاربة الذين ضاقوا ذرعاً من الزّيادات التي تلهبُ جيوبهم، وسطَ صمتِ الحكومة التي يبدو أنّها لم تعدْ قادرة على مراقبة التسعير. وتراوحت الزيادات الجديدة ما بين 30 و20 سنتيما، حيث قفز سعر الغازوال بداية الأسبوع الحالي إلى 10.86 درهما للتر الواحد، بينما وصل سعر البنزين إلى 11.70 درهما للتر الواحد؛ وهو ما اعتبره مواطنون تحدّثوا إلى جريدة هسبريس الإلكترونية "ارتفاعاً هو الأوّل من نوعهِ بلغَ مستويات قياسية غير مسبوقة". واقفاً أمام محطة للوقود ينتظرهُ دوره، قال مصطفى شاهدي، سائق شاحنة، إنّ "هذه الزّيادات لم تعد تقتصرُ على شركات بعينها، وإنما أصبحت "مُعمّمة" على المجموعات المكلفة بالتّوزيع"، مبرزاً أنّ "هذه الشّركات بدون رقابة، وتتحكم في الأسعار كما تريدُ، دونَ أن تتدخّل السّلطات المعنية". وعلى الرغم من أنّ المهمة الاستطلاعية البرلمانية حول المحروقات كانت قد أكّدت في تقريرها أنّ "شركات التّوزيع تحصل على أرباح إضافية غير مشروعة تصل إلى درهمين عن كل لتر"، فإنّ الحكومة لم تتحرّك في مباشرة آلية التّسقيف، ولم تتفاعل مع مقترحات الرّفع من قيمة الضرائب المفروضة على شركات المحروقات". وفي هذا الصّدد، أكّد بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، أنّ "الحكومة عاجزة على مواجهة لوبي المحروقات الذي يفرضُ على المغاربة اقتناء الوقود بأثمان غير معقولة"، داعياً الحكومة إلى "فرضِ عقوبات على الشركات المحتكرة والتي تتحكم في السّوق". وأوضح الخراطي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنّ "المغرب لا يستوردُ النفط الخام وإنما المكرر من قبيل الغازوال ووقود الطائرات"، لافتاً الانتباه إلى أنّ "المملكة هي البلد الوحيد، مقارنة بدول الجوار، التي ترفع أثمنة الوقود". ويشيرُ الخراطي إلى أنّ "هذه الزيادات مرشّحة للارتفاع خلال الشّهور المقبلة في ظلّ الأزمة الاقتصادية التي زادتها تقلبات الأسواق الدولية اختناقاً"، مضيفاً أنّه "على الحكومة أن تتدخّل لإعادة النظر في قرار تحرير المحروقات حتى يظلّ المغرب محافظاً على سلمه الاجتماعي". واعتبر الخراطي أنّ هناك "اتفاقاً بين شركات التوزيع من أجل إقرار أثمان موحّدة، وهذا منافٍ لمبدأ التنافسية وتحرير السّوق؛ وهو ما يطرح تساؤلات حول الجهات التي تستفيدُ من هذه التّجاوزات". وفي سياق متصل، ارتفعت أسعار النفط من جديد بالسوق الدولية، حيث صعد خام برنت إلى 69.5 دولارات للبرميل، على ضوء التوتر الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط جراء مقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني؛ ما يؤشر ببلوغ أسعار النفط إلى مستويات غير مسبوقة في حال تزايد الصراع بين أمريكا وإيران، وفق ما أوردته وكالات الأنباء العالمية.