الصور ومقاطع الفيديو للأشخاص شديدي النحافة تظهر في شبكات التواصل الاجتماعي ليست كتحذير، ولكن في سياق إيجابي بكل وضوح، على أنها الشكل المثالي. ما الذي تفعله مثل هذه الصور على المستخدمين الصغار للمنصات الإلكترونية مثل "تيك توك" و"إنستغرام" و"يوتيوب"؟ تقول كريستين لانجر وهي من المبادرة الألمانية التي تحث الآباء على مراقبة ما الذي يفعله أبناؤهم على وسائل التواصل الاجتماعي: "لا يمكننا القول إن بسبب وجود هذه الصور على تيك توك سيكون هناك المزيد من الأشخاص فاقدي الشهية"، ولكنها تشير إلى أن هذا المظهر مقبول اجتماعيا أو حتى مرغوب فيه . ولكن هذه الصور يمكن أن تمثل خطرا بالنسبة للمراهقين الشباب الذين هم في مرحلة استكشاف أجسامهم وغالبا ما يكونون غير راضين عن مظهرهم. وتقول لانجر: "يمكن للصور على وسائل التواصل الاجتماعي أن تكون بالتأكيد دافعا لتغيير سلوك المرء". ولكن الصور الإيجابية عن فاقدي الشهية ليست الشيء الوحيد المثير للمشاكل في هذا السياق. فالصور التي تنشر كثيرا للنجوم تترك أثرا أيضا على المراهقين الذين لا يشعرون بالثقة، مثلما هو الحال مع برامج تلفزيون الواقع مثل سلسلة "توب موديل" العالمية. وتقول لانجر: "هذا السعي المستمر للحصول على الجسم المثالي يمكن أن يكون له بالفعل أثر على الشباب خاصة عندما يقارنون ذلك بأجسامهم". وتقول لانجر إنه في مثل هذه الحالات يجب على الآباء أخذ الدور المعاكس ولكن "من المهم عدم رفض ذلك تماما أو السخرية منه". وفي نفس الوقت، يجب على الآباء التحدث حتما بشأن ما الذي يفكرون فيه ولماذا لا يحبون بعض الصور. ويمكنهم أيضا التوضيح بطرح أمثلة أو تقديم المشورة، لتكون أسئلتهم مثل: ما الذي يعنيه بالضبط فقدان الشهية؟ وبالطبع يجب ألا يترك الآباء أطفالهم بمفردهم مع المنصات الإلكترونية مثل تيك توك وإنستجرام. والأهم هو جعل المراهقين أقوياء، بحسب لانجر، على سبيل المثال عبر التحدث معهم بشأن ما هم جيدون فيه. وتقول: "من أجل تنشئة صحية، يجب منح الأطفال فرصة ألا يشعروا أنهم سيئيون طوال الوقت".