في خطوة استفزازية خطيرة، أقدمت ميليشيات جبهة البوليساريو الانفصالية، اليوم الاثنين، على اعتراض مرور سباق "أفريكا إيكو ريس"بعد تجاوزه لمعبر الكركرات الحدودي وشقه الطريق نحو الجارة موريتانيا. وتجاهلت جبهة البوليساريو التحذير الذي وجّهه أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، والذي كان قد دعا إلى عدم عرقلة الحركة التجارية والمدنية في معبر الكركرات بالتزامن مع عبور السباق الدولي. وأظهرت صور ومقاطع فيديو قيام عشرات من النشطاء الانفصاليين بالاحتجاج في المنطقة العازلة بين المغرب وموريتانيا، لمنع مرور السباق الدولي، حيث أقدموا على وضع حجر كبير وعجلات السيارات لمنع مرور الدراجات النارية والسيارات التابعة للسباق الدولي. وتدخلت عناصر بعثة "مينورسو"، التي كانت موجودة بالمنطقة نفسها، لمنع نشطاء الجبهة من اعتراض السباق الدولي الذي يشارك فيه حملة جنسيات أجنبية عديدة. وذكرت مصادر هسبريس من عين المكان أن نشطاء من البوليساريو رفعوا شعارات تطالب بانفصال الصحراء، كما عمدوا إلى سب وشتم اللجنة التنظيمية المرافقة للسباق الدولي؛ منهم مغاربة كانوا يرتدون لباساً يحمل خريطة المملكة كاملة. وأضافت المصادر ذاتها، في تصريح لهسبريس، أن "عناصر جبهة البوليساريو كانوا يحملون أسلحة مخبأة لترهيب المشاركين في السباق الدولي وأعضاء اللجنة المنظمة". الخطوة التصعيدية، التي أقدمت عليها الجبهة، تأتي بالرغم من إصدار الأمين العام الأممي لبيان، أول أمس السبت، أعرب من خلاله عن "لقلق إزاء التوترات المتزايدة في الصحراء، بالتزامن مع عبور سباق أفريكا إيكو ريس معبر الكركرات". ودعا غوتيريس، في بيان نُشر على الموقع الإلكتروني لمنظمة الأممالمتحدة، جميع الجهات الفاعلة إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس ونزع فتيل أي توترات. وأضاف الأمين العام الأممي قائلاً: "من المهم السماح بمرور حركة مدنية وتجارية منتظمة والامتناع عن أي إجراء قد يشكل تغييرا في الوضع القائم في المنطقة العازلة"، في إشارة إلى عرقلة نشطاء من الجبهة لحركة السير التجارية والتهديد باعتراض السباق الدولي. وكان المسؤولون عن سباق "أفريكا إيكو ريس" وضعوا خريطة المغرب كاملة في الملصق الخاص بالمسار الذي سيقطعه المتسابقون؛ وهو ما أثار حنق جبهة البوليساريو التي عبّرت للمرة الثالثة عن رفضها للأمر، خصوصا أن مشاركين كثرا يحملون معهم أعلاما وطنية تكريسا لمغربية الصحراء.