بتوجه "الحرس القديم" للداخل الجزائري نحو تأييد الوزير الأول عبد العزيز جراد، لم يحد الوافد الجديد عن خط سابقيه بشأن العلاقات الدولية، فقد احتفظ بصبري بوقادوم في حقيبة الخارجية داخل الحكومة الجديدة، وهو ما يعكس تشبث الجارة الشرقية بالتوجه ذاته مع المغرب، خصوصا بعد تطعيم الوزارة الأولى، برجل اشتغل أمينا عاما سابقا لوزارة الخارجية. ودون خيارات كثيرة، استند الوزير الجديد، إلى نفس الأوجه، رغم إحاطتها بانتقادات كبيرة تصدر عن "الحراك الشعبي"، ليظل السلك الدبلوماسي الجزائري بأركانه الثلاث الصلبة، سفيان ميموني على مستوى تمثيلية الجزائر بالأمم المتحدة، وعبد العزيز بن علي سفيرا ل"قصر المرادية" بالعاصمة الرباط، وصبري بوقادوم وزيرا للشؤون الخارجية. ولحدود اللحظة، اختارت الحكومة المغربية من جهتها، ما تسميه سياسة "هادئة ومتأنية"، في علاقتها بالجار الجزائري، محتفظة بدعوة العاهل المغربي إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، وموضحة أن "المغرب يمد يده بهدوء إلى الجزائر في إطار سياسة الجوار وما هو مشترك من تاريخ"، وذلك جوابا على تعليق الرئيس عبد المجيد تبون على قضية فتح الحدود بين البلدين. وفي السياق، يورد محمد علاوة، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة عبد المالك السعدي بطنجة، أن "تسحن العلاقات رهين بتغير الحزب الحاكم لعقليته تجاه المغرب، مشيرا إلى أن يد المملكة ممدودة على الدوام، من أجل تحقيق الانفراج، لكن الضفة المقابلة مطالبة بالإنصات أولا لشعبها هل هو بحاجة إلى المصالحة وفتح الحدود". ويضيف علاوة، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "المغاربة تضرروا كثيرا من إغلاق الحدود بدورهم، حيث كانوا يصدرون الفواكه والخضر والمنتوجات للجيران، في حين يتلقون القدر الكافي من مواد خام، مسجلا ضرورة التكتلات الجهوية في السياق الحالي، فالقرب الجغرافي والمصير المشترك، يفتحان باب اقتصاد قوي أمام البلدين". ويشير الأستاذ الجامعي، إلى أن "المصالحة رهينة المناخ الإقليمي كذلك، وطبيعة الرؤية التي تتبناها الأطراف الدولية في منطقة شمال إفريقيا، موضحا أن موقف الحكومة الجديدة من قضية الصحراء سيكون حاسما هو الآخر في هذا الصدد، متوقعا أن تكون النسخة الحالية حكومة تصريف أعمال في أفق تجديد النخب مستقبلا وضمان استقرار الجيران". وأكمل علاوة قائلا: "الجزائر عليها أن تصنع جيلا جديدا من الحكام، مقللا من تصريحات الرئيس عبد المجيد تبون، وتأثيراتها على العلاقات، فحسبه الموقف لا يقرره الرئيس لوحده، موضحا أن العسكر لهم كلمة قوية داخل البلد، كما أن تقاطبات المنتظم الدولي ترخي بظلالها كذلك على مستقبل البلدين".