من مدينة النّاظور واصلَ حزبُ التجمّع الوطني للأحرار، الأحد، تفعيل برنامج "قافلة 100 يوم 100 مدينة" بتنظيمه لقاءً تواصليا مع السّاكنة للإصغاء إلى جملةٍ من المشاكل والصّعوبات والمطالب المتعلّقة بعددٍ من المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثّقافية. اللّقاء التّواصلي الذي احتضنه فضاء كورنيش النّاظور، شاركَ فيه مجموعةٌ من الفاعلين بملء استماراتٍ تتضمّن عددا من المطالبِ على مستوى الصّحة والتّعليم والتّشغيل والثّقافة والرّياضة والبنية التّحتية والبيئة. وفي مُستهلّ هذا اللّقاء، قال محمادي توحتوح، رئيس المنظمة الجهوية للشبيبة التجمعية بجهة الشرق، إن "برنامج "100 يوم 100 مدينة"، الذي أعطى انطلاقته رئيس الحزب عزيز أخنوش خلال فعاليات الجامعة الصيفية لشبيبة التجمع بمدينة أكادير، يستهدفُ على وجهِ الخصوص 100 مدينة من المدن الصغرى والمتوسطة بمختلف ربوع المملكة من أجل الإنصات والتواصل مع ساكنة هذه المدن على أمل المُساهمةِ بشكل جماعي في بلورة الحلول والتصورات المُنتظرة وتفعيلها". وأضاف أن "هذا اللقاء يكتسي أهمية خاصة لتفعيله آلية المُقاربة التشاركية من خلال تأطير ورشات عمل تقنية"، مُثمّنا "اللقاءات التشاورية التي يساهم فيها المواطنون من مختلف الفئات العمرية، باعتبارها مشاريع أثبتت نجاحها لتعبيرها الفعّال عن المشاكل الحقيقية للمواطنين عن قرب". هذا اللقاء التّواصلي، الذي شارك فيه مجموعة من الشباب والشيوخ والنساء والأطر والمهنيين والمعطلين "سيكون ضمن البرنامج العملي للحزب وعلى رأس أولوياته، باعتباره يُعبّر عن الانشغالات والمشاكل والصعوبات والمعاناة لدى عمومِ المُواطنين، وستتمّ على ضوءِ ذلك بلورة حلول ومُقترحات على أمل الخروج ببرنامج قادر على الاستجابة لتطلعات ساكنة مدينة الناظور"، يضيف توحتوح. وتابع رئيس المنظمة الجهوية للشبيبة التجمعية بجهة الشرق قائلا إن "الحزب اختار هذا النموذج التواصلي للتفكير بطريقة جماعية، ولمعرفة البرامج التي يمكن أن تساهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية لهذه المدينة. كما يُشكّل فرصة لتسطير برنامج لقراءة خصوصيات المواطنين، والتعبير عن مجموعة من الأولويات، وكذلك تشكيل رؤية عامة لمستقبل هذه المدينة"، مشيرًا إلى أن "المشروع انبثق عن سعي الحزب إلى تنفيذ التعليمات الملكية المشددة على ضرورة إشراك المواطن في رسم السياسات العمومية والبرامج التنموية، وتطبيق مقتضيات القانون التنظيمي للمشرع المغربي الذي يؤكّد، في إطار آليات الحوار والتشاور، على ضرورة إشراك فعاليات المجتمع المدني والمواطنين لإعداد البرامج العملية". من جهته، قالَ أحمد المحّوتي، المُنسّق الإقليمي لحزب التّجمع الوطني للأحرار بالنّاظور، إنّ "قافلة "100 يوم 100 مدينة" المُنظّمة من طرفِ الحزبِ، لمْ تأتِ صدفة، بل جاءتْ في إطار تنفيذ مقتضيات الخطابِ الملكي الدّاعي إلى عملِ الأحزاب السّياسية على خلقِ نموذجٍ تنمويّ جديد. لذلك عمل الحزبُ على الانكباب على تفعيل مختلفِ الأنشطة العملية لتحقيق ما يصبو إليه المغرب من تحقيق برنامج تنموي جديد". وأضاف أن حزب التجمع الوطني للأحرار يُعدّ أول حزبٍ حقّق ما جاءت به الخطب الملكية من ضرورة قيام الأحزاب السياسية بمجهوداتها لإيجاد بدائل عملية تنموية لصالح المغاربة ولصالح المملكة المغربية، مشيرا إلى أن الحزبُ عين مكتبا للدراسات والأبحاث أرسله إلى عدد من المدن والقرى المغربية قصد البحث والدراسة في ضوء ثلاث نقط تتعلّق بالتعليم والصحة والتشغيل، وهي النقط التي تخلقُ مشاكل عويصة في الوقت الحاضر بالنسبة إلى المواطنين، يقول المحّوتي. وأوضح المُنسّق الإقليمي لحزب التّجمع الوطني للأحرار بالنّاظور أنه "بناء على هذه الدارسات قام الحزبُ بإصدار "مسارٍ الثقة"، الذي وافق عليه المجلس الوطني في أكادير بعد وصف الحال المزرية التي يعيشها المغرب في هذه الربوع على مستوى العناصر الثلاثة سالفة الذكر، فحدد أماكن الضعف وعمل على إيجاد حلول لها". وأشار المحّوتي إلى أن البرنامج راعى حضور المواطنين من غير المنتمين إلى الحزب لكي تكون المناقشة حرة وديمقراطية. وأضاف أن الحزب، بعد الإصغاء إلى مشاكل الساكنة ومطالبها من خلال تأطير الورشات، سيعمل على تبنّي هذه التوصيات، وسيدافع عنها أمام المجالس المنتخبة برفعها إلى المجلس البلدي والمجلس الإقليمي ومجلس الجهة والبرلمان وكذا الحكومة. وبعد معالجةِ الاستمارات وفحصها، سردَ صالح العبوضي الكاتب العام للاتحادية الإقليمية لحزب التجمع الوطني للأحراربالناظور، جملةَ المشاكل والمطالبِ التي كشفَ عنها المشاركون، والمتعلّقة أساسًا بقطاعات الصّحة والتّعليم والتّشغيل والبنيات التحتية والخدمات الجماعية. وأشار العبوضي في معرض كلمته، إلى أن هناك إجماعًا في الورشات حولَ ضرورةِ بناء مستشفى جديد بمدينة النّاظور، وآخر خاصّ بعلاج السّرطان، موضّحًا أن الحزب منخرط حاليا في إطار إحداث صندوق وطني لدعم مرضى السّرطان. وأضاف المُتحدّث أن المشاركين بالورشات أشاروا إلى مشكل قلّة أطر الموارد البشرية بالمدينة خاصة في مجال الصحّة، وطالبوا بتعميم التغطية الصحية وتمكين فئة واسعة من المواطنين، خاصّة الفئة المعوزة، من بطاقة "راميد". أما بالنّسبة للتعليم، يقول العبوضي، فإنّ المشاركين أجمعوا على ضرورة إحداث مؤسّسات تعليمية جديدة وفقَ استراتيجية تراعي بناء مدرسةٍ في كلّ حيّ، وثانوية إعدادية في حيّيْن وثانوية تأهيلية في ثلاثة 3 أحياء، وذلك من أجل تعميم التّعليم ووضع حدّ لمشكلة الاكتظاظ في الأقسام الذي يعود بشكل سلبي على التّحصيل الدّراسي، ومحاربة الهدر المدرسي خاصّة في صفوف التّلميذات. أما من ناحية التّشغيل، يقول العبّوضي، فقدّ أكّد المشاركون على أن مدينة النّاظور تعاني من ارتفاع كبير في معدّلات البطالة خاصّة بعد إغلاق الحدود الذي حرّم فئة واسعةٍ من المُشتغلين على التّهريب المعيشي، لذلك طالبت الورشات بضرورة إيجاد اقتصاد بديل بتفعيل أنشطة مدرّة للدخل، مشيرًا إلى أن النّاظور تعاني من مشكل تدهور المقاولة بسبب العراقيل الإدارية والضغط الضّريبي على المقاولات، مؤكّدًا أن ما يجب العمل عليه لتكريس اقتصاد بديل هو تطوير التّعاونيات للارتقاء بها إلى مستوى المقاولات في إطار الاقتصاد الاجتماعي التضامني.