أظهرت دراسة أمريكية حديثة أن العلاج البروتوني فعال في مواجهة السرطان، ويتميز بأن آثاره الجانبية أقل مقارنة بالعلاج الإشعاعي القياسي، ما يحسن حياة المرضى، وفق ما ذكرته وكالة الأناضول التركية. الدراسة أجراها باحثون بكلية الطب بجامعة واشنطنالأمريكية، ونشروا نتائجها في العدد الأخير من دورية "JAMA Oncology" العلمية. والعلاج البروتوني، نوع من العلاج الإشعاعي يستخدم البروتونات عالية الطاقة لعلاج الأورام، أما العلاج الإشعاعي القياسي فيتم باستخدام الأشعة السينية منذ أمد بعيد لعلاج السرطانات والأورام غير السرطانية (الحميدة)، وقد وافقت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية على العلاجين لمواجهة السرطان. والعلاج البروتوني هو نوع أحدث من أنواع العلاج الإشعاعي يستخدم الطاقة الناتجة عن جزيئات موجبة الشحنة تسمى البروتونات. وأظهر العلاج بالبروتون نتائجًا واعدة في علاج عدة أنواع من السرطان، وتشير الدراسات إلى أن العلاج بالبروتون قد يتسبب في آثار جانبية أقل من الإشعاع التقليدي، حيث يمكن للأطباء التحكم بشكل أفضل في الأماكن التي توجه إليها حزم أشعة البروتون طاقتها. وللوصول إلى نتائج الدراسة، راقب الفريق 1500 مريض بأنواع عدة من السرطان، بما في ذلك سرطانات الرئة والدماغ والرأس والعنق وسرطانات الجهاز الهضمي لإجراء مقارنة بين العلاج الإشعاعي القياسي والعلاج البروتوني. ومن حيث الفاعلية، لم يجد الباحثون أي فروق بين المجموعتين من حيث الفاعلية، حيث استخدمت الأولى العلاج الإشعاعي القياسي، فيما استخدمت الثانية العلاج البروتوني. وكانت معدلات البقاء على قيد الحياة بشكل عام بين مجموعة العلاج بالبروتون 83 في المئة، مقابل 81 في المئة لمجموعة العلاج بالإشعاعي القياسي. أما الفرق في الآثار الجانبية فقد كان أكثر وضوحًا، حيث شهدت 45 من أصل 391 مريضا يتلقون العلاج بالبروتون آثار جانبية شديدة (11.5 في المئة ممن خضعوا للعلاج)، مقابل 301 من أصل 1092 مريضا خضعوا للعلاج الإشعاعي (27.6 في المئة ممن تلقوا العلاج). وعانى المرضى الذين يتلقون العلاج بالبروتون من آثار جانبية أقل رغم حقيقة أنهم كانوا في المتوسط أكبر سناً وكان لديهم مشاكل طبية أكثر من أولئك الذين يتلقون العلاج الإشعاعي القياسي. وبعد اتخاذ خطوات للسيطرة على هذه الاختلافات، وجد الباحثون أن المرضى الذين يتلقون العلاج بالبروتون عانوا من انخفاض بنسبة الثلثين في الخطر النسبي للتأثيرات الجانبية الشديدة خلال 90 يومًا الأولى من العلاج، مقارنةً بالمرضى الذين يتلقون العلاج الإشعاعي القياسي. وتشمل أبرز الآثار الجانبية للعلاج البروتوني في الإرهاق والصداع وتساقُط الشعر واحمرار الجلد حول الجزء الذي يجري علاجه من الجسم. وقال الدكتور برايان سي. بومان، قائد فريق البحث: "العلاج بالبروتون يمكن أن يقلل من دخول المستشفيات، كما أنه قد يحدث تأثيرًا حقيقيًا على تحسين نوعية الحياة لمرضى السرطان لأنه يحد من الآثار الجانبية للعلاج". وأضاف أن العلاج الإشعاعي يمكن أن يكون علاجًا لبعض أنواع السرطان، إلا أنه يسبب أيضًا آثارًا جانبية شديدة مثل صعوبة البلع والغثيان والإسهال، ما يقلل من جودة الحياة وقد تتطلب في بعض الحالات دخول المستشفى للاستشفاء. وحسب بيانات منظمة الصحة العالمية، فإن مرض السرطان، يعد أحد أكثر مسببات الوفاة حول العالم، بنحو 13% من مجموع وفيات سكان العالم سنوياً. وتتسبب سرطانات الرئة والمعدة والكبد والقولون والثدي وعنق الرحم في معظم الوفيات التي تحدث كل عام بسبب السرطان.