الساعة الثامنة والنصف صباحا، المجندون مصطفون بانتظام في ساحة القاعدة العسكرية بالحاجب، فلا برد الصباح ولا سكينة المكان يعيقان التدريب المستمر على الحياة العسكرية بعد أربعة أشهر من التجنيد الإجباري استوفاها المجندون بنجاح ليدخلوا في برنامج آخر ينهون به عاما كاملا من التجربة. المجندون أدوا، صباح الخميس، قسم الوفاء للقائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية، الملك محمد السادس، واستعرضوا كافة المهارات التقنية والبدنية التي تعلموها على امتداد الفترة الماضية أمام أنظار وفد عسكري رفيع المستوى واكب الاحتفالات بنهاية الجزء الأول من برنامج التجنيد الإجباري. وقدم المجندون استعراضات على امتداد ساعة من الزمن، تهم مهاراتهم المكتسبة تقنيا وبدنيا، وتعتمد بالأساس على المواجهة والدفاع عن النفس بالسلاح اليدوي ومن دونه، فيما بثت الفرقة الموسيقية للقوات المسلحة الملكية أجواء حماسية بأغانيها العسكرية الصامتة. وتلقى المستفيدون من التجنيد الإجباري، خلال الأشهر الأربعة، تكوينات نظرية في المجال العسكري، والتربية الخلقية والوطنية، والتأهيل الذاتي، فضلا عن دراسة التاريخ والأمن والنظام العسكريين، ثم معرفة الأسلحة والخدمات، بالإضافة إلى النظافة والصحة والإسعافات، وكذلك حملات السلامة الطرقية والتربية الدينية. وفي الأوراش التطبيقية، تلقن المجندون أبجديات القتال والنظام المنظم، والسلاح، والرياضة العسكرية، زيادة على الطوبوغرافيا، والمراسلات والهندسة العسكرية. كما يوفر البرنامج الدراسي اجتياز اختبارات وأنشطة خارج الثكنة، يتم تحديدها انطلاقا من مؤهلات المدينة المحتضنة لفضاءات التدريب. ويمكن البرنامج كذلك المجندين من فرصة القيام بأنشطة موازية للخدمة العسكرية، حيث تحتضن الثكنة نوادي الموسيقى، والشطرنج، والرياضة، وهي مفتوحة على رغبات ومدارك المستفيدين، كما تقام استعراضات خاصة خلال أيام الأعياد الوطنية لاطلاع المجندين على تاريخها ودلالاتها. وقال أحمد الشريف الغنيمي، ملازم من المركز الأول للتكوين والتجنيد بالحاجب، إن المركز استقبل 3400 مجند، من بينهم 250 مجندة، تلقوا تكوينا أساسيا يرتكز على دروس نظرية، وأخرى تطبيقية داخل المركز وخارجه تروم بالأساس تطبيق كل المعارف التي تلقوها داخل الأقسام. وأضاف الغنيمي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنه نظرا لأهمية الفن والرياضة، أسست الثكنة مجموعة نوادي لصقل قدرات المجندين، مشيرا إلى أن المركز شارك في مسابقة رياضية جهوية، نظمت بين مختلف الثكنات، وحصلت الحاجب على مراتب مشرفة، وقال إن "ثمار مجهودات المؤطرين بدأت بالبروز". وقالت فيروز سليمان، مجندة بالثكنة، لهسبريس، إن ما عاشته خلال أربعة أشهر الماضية غيّر كثيرا من طباعها، مسجلة أن باستطاعتها الآن تحمل مسؤوليات عديدة؛ فقد تغير نظام حياتها كاملا عقب مرورها من تجربة الخدمة العسكرية، مثنية على التداريب الرياضية التي يؤدونها داخل المركز. بدوره، اعترف مصطفى مكي، مجند بمركز الحاجب، بأن التجنيد علمه الكثير من الأشياء الإيجابية، يتقدمها ضبط الوقت، وتقدير من هو أكبر سنا، مؤكدا أن النظام مهم في حياة الإنسان، والتجنيد فرصة جيدة لتغيير نمط الحياة وجعله أكثر انضباطا وصرامةً.