بعد معارك طاحنة داخل ردهات المحاكم، طوى حزب الأصالة والمعاصرة مرحلة الخلافات التي عاشها على مدى الأشهر الماضية، عقب نجاح وساطة من داخل "البام" توجت بالصلح بين ما بات يعرف ب"تيار المستقبل" وبين عبد الحكيم بنشماش، الأمين العام للحزب. وجرت يوم أمس في الرباط لقاءات بين التيارين المتصارعين بمبادرة من "تيار المستقبل"، وبحضور عضو المكتب السياسي العربي المحرشي، والذي كان له دور كبير في لمّ شمل "الباميين" عن طريق وساطة قادها في هذا الصدد، وفق ما ذكرته مصادر هسبريس، بالإضافة إلى حضور كل من عبد اللطيف وهبي، القيادي في الحزب، وفاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني، وبنشماش. بلاغ صادر عن المكتب السياسي، وبعد لقاءات المصالحة، أكد تجاوز الأصالة والمعاصرة لمرحلة خلافاته الداخلية، مشيرا إلى أنه وبعد "مداولات مستفيضة، طبعها وعي حاد بجسامة المسؤولية، قرر المكتب السياسي التفاعل بشكل إيجابي مع المبادرات الداعية إلى تحصين وحدة الحزب ولم شمل مناضلاته ومناضليه، والطي النهائي لصفحة الخلافات، والتعبئة القصوى من أجل استعادة وهج الحزب ومكانته داخل الحقل السياسي الوطني". عبد اللطيف وهبي، القيادي في الحزب وأبرز الوجوه في "تيار المستقبل"، قال إن طي الخلافات جاءت بعد تفاعل الأمين العام بشكل إيجابي مع مبادرات الصلح، مشيرا إلى أن إنجاح المؤتمر المقبل هو أكبر تحدٍّ لأعضاء الحزب اليوم. وأوضح وهبي، في تصريح لهسبريس، أن مؤتمر "البام" سيفرز هيكلة جديدة للحزب وقراءة جديدة لخطابه السياسي، مشددا على أن "الهدف اليوم هو الذهاب موحدين إلى المؤتمر والإعداد لمحطة الانتخابات التشريعية المقبلة لسنة 2021". المرحلة المقبلة، وفق تصريح عبد اللطيف وهبي، تتطلب إعادة النظر أيضا في ممارسة "الجرار" لدور المعارضة البرلمانية من أجل تطويرها وتجويدها بشكل أفضل. وبخصوص الخلاف حول قيادة المرحلة المقبلة، أكد وهبي أن هذا الأمر كان موضوع مناقشة في الاجتماعات التي عُقدت؛ "لكن الجميع قرر ترك الحسم إلى المؤتمر المقبل، ليكون سيد نفسه في رسم معالم القيادة الجديدة". وكان المكتب السياسي قد دعا "اللجنة التحضيرية، برئاسة سمير كودار، إلى الاجتماع بكامل أعضائها يوم 4 يناير المقبل، من أجل تحديد تاريخ المؤتمر في أقرب الآجال والتحضير الجماعي لكل الاستحقاقات السياسية والبرنامجية والتنظيمية واللوجيستيكية المرتبطة به". كما قرر حزب الأصالة والمعاصرة "تكوين لجينة للمتابعة والمواكبة، بغية الدفع بمبادرة الصلح والوحدة إلى كامل مداها".