ارتفع إنتاج المغرب من الفواكه الحمراء بشكل لافت خلال الموسم الفلاحي الجاري، ما ساهم في زيادة حجم العرض من هذه الفاكهة على صعيد السوق المحلي. وفضل المنتجون الزراعيون المغاربة، الذين أنتجوا ما يزيد عن 27 ألف طن من التوت البري الأحمر هذا العام، توجيه جزء مهم من منتجهم نحو السوق الداخلية، بعد تسجيلهم تراجعا كبيرا في الأسعار الدولية لهذه المنتجات الزراعية بالسوق الأوربي. وتراوح سعر بيع الكيلوغرام من منتوج التوت البري الأحمر بالسوق الأوربي ما بين 20 و40 درهما للكيلوغرام، مسجلا تراجعا بنسبة 35 في المائة مقارنة مع الأسعار التي كان معمولا بها خلال الموسم الفلاحي الماضي. وعزا مهنيون هذا التراجع إلى الارتفاع الكبير في حجم الإنتاج بإسبانيا، التي تعتبر من أكبر المنافسين للمغرب في سوق الاتحاد الأوربي، وهو ما ساهم في انخفاض الأسعار. ويتزامن هذا التراجع الكبير في الأسعار مع نجاح مهنيي الفواكه الحمراء المغربية في حصد مزيد من الحصص السوقية في الخارج، حيث شرعوا في الولوج إلى أسواق جديدة، خاصة الأسواق الأنغلوساكسونية. كما ساهم التطور الكبير في تقنيات إنتاج الفواكه الحمراء في إتاحة الفرصة للمنتجين المغاربة لاستهداف السوق الخليجية، التي تعتبر من الأسواق المهمة في آسيا والشرق الأوسط. وتعتبر السوق الإنجليزية والاسكندينافية من الأسواق الأكثر طلبا، إذ تستورد كميات كبيرة من الفواكه الحمراء المغربية؛ في حين يؤكد المهنيون أن الجودة والسرعة في التصدير من العوامل المهمة التي رجحت كفة المنتوج المغربي مقارنة مع منتجات من نفس الفصيلة في دول منافسة من القارة الإفريقية كمصر. ويعتبر التوت البري الأحمر من الزراعات الحديثة بالمغرب ذات القيمة المضافة العالية جدا، ويصدر نحو 41 دولة عبر العالم.