التأمَ جمعٌ من سكان جماعة فرخانة ببني أنصار إقليمالناظور، اليوم، في شكلِ وقفة احتجاجية للتّنديد بمُحاصرة أرباب سيارات الأجرة الكبيرة لحافلات النّقل الحضري بالنّاظور بعد فتحها خطًّا جديدًا رابطًا بين الجماعة ومركز المدينة. وطالبَ المحتجّون، في الوقفةِ التي دعا إليها المجتمع المدني بالمنطقة وشاركَ فيها عددٌ من الفعاليات الجمعوية والسّياسية والطّلبة والتّلاميذ، برفع الحصار عن حافلات النّقل الحضري التي بدأت الاشتغال على مستوى ذات الخطّ انطلاقا من يوم الاثنين الماضي، وبالتّالي تمكين عموم المواطنين من الاستفادة من خدمات التنقّل على متن الحافلات التي طالَ أمدُ انتظارها. وكان أربابُ سيّارات الأجرة قد حاصروا، ابتداءً من يوم الاثنين، ستّ حافلات للنّقل الحضري وتعطليها عن عملها في نقل المواطنين طيلة النّهار، ليُعيدوا الكَرّة أمسِ الثّلاثاء واليوم الأربعاء؛ وهو ما أدى إلى خروجِ السكان للاحتجاج مطالبين المسؤولين بالتدخّل العاجل لحلّ المشكل ورفع اليد عن الحصار المُطوّق على حافلات النّقل الحضري. وفي هذا الصدد، استنكر الأمين بوسلهام، رئيس جمعية "فوس ك فوس" للثقافة والبيئة والتّنمية الاجتماعية، ما سمّاه "مساعي لوبي سيّارات الأجرة الكبيرة لحرمان المواطنين من الخدمة العمومية المتمثّلة في النّقل الحضري وجعلها حكرًا على الطّاكسيات". وأوضح المتحدّث أن الجماعة تضمّ أزيد من 25 ألف نسمة؛ وهو ما يجعل معضلة النّقل مطروحة باستمرار في ظلّ حاجة المواطنين إلى التنقّلات اليومية لقضاء أغراضهم. وفي هذا السياق، أشار الفاعل الجمعوي إلى أن الحاجة تصبح ماسّة جدًا مع اضطرارِ العائلات خاصّة النساء إلى مرافقة أبنائهم للتسوّق أو التّطبيب أو لأغراض أخرى في مركز مدينة النّاظور، ناهيك عن حاجة السكان إلى خدمة الحافلات لانخفاض التّسعيرة مقارنةً مع تسعيرة سيّارات الأجرة. وقال أسامة أنجار، طالب وفاعل جمعوي: "استبشر السكان خيرًا بعد انتظارٍ طال أمده بفتح خطّ للنقل الحضري رابطٍ بين فرخانة والنّاظور عن طريق "باريو تشينو"، فإذا بسيارات الأجرة تفاجئنا بمحاصرة الحافلات وحرماننا من التنقّل". وأردف المتحدث :"لا أحتمل، مثل الكثير من الأفراد، ركوب سيّارة الأجرة مزدحما مع خمسة ركّاب آخرين، لذلك أفضّل التنقّل على متن الحافلة بشكل مريح، وأضطرّ أمام غياب خدمة النّقل العمومي للحافلات دفع ثمن رحلتين لأظفر بالجلوس منفردًا في الكرسيّ الأمامي للسيّارة ما يجعل تكلفة التنقّل يوميًّا إلى مركز المدينة باهظًةً، هذا ناهيك، يقول أنجار، عن أن سيّارات الأجرة ترفع تسعيرة الرّحلات إلى الضّعف في أوقات الليل في استغلال مفضوح للركّاب أمام ضرورة اضطرارهم للعودة إلى منازلهم". وفي اتّصال هاتفي لهسبريس بشركة النّقل الحضري بالنّاظور، قال أشرف أزيرار، المسؤول عن الموارد البشرية، إن الشّركة حصلت مؤخّرًا على موافقة الأطراف المسؤولة في الإقليم على فتح خطّ جديد رابطٍ بين فرخانة والنّاظور. وعزا المتحدّث إضافة الخطّ الجديد وتخصيص حافلات له ضمن الأسطول العام للشّركة إلى استجابةً لطلبات السكان المتزايدة في ظلّ معاناتهم من أزمة النّقل الحضري. وأوضح المسؤول بالشّركة ذاتها أن أرباب الطّاكسيات لا مبرّر لهم تمامًا في محاولتهم إيقاف الاشتغال على مستوى ذات الخطّ بالنّظر إلى أن أبرز المدن في المغرب تشتغل فيها الطّاكسيات والحافلات في خطوط مشتركة، ناهيك عن خدمة الترامواي في كلّ من الرباط والدّار البيضاء. وفي بيان فرع النّاظور لفيدرالية النّقابات الديمقراطية، ممثّل أرباب الطاكسيات بفرخانة، حصلت هسبريس على نسخة منه، أوضح أن إضافة هذا الخطّ الجديد يشكّل "مسألة حياة أو موت لقطاع السيّارات بشكل عام" كما تضمّن البيان برمجةً لعدد من المحطّات الاحتجاجية السّاعية إلى الضّغط على الجهات المسؤولة لإيقاف الخطّ المُحدث. وأرجع أرباب سيّارات الأجرة بفرخانة، الذين دخلوا في إضراب مفتوح منذ يوم الاثنين المنصرم، السّببَ إلى قلّة العائدات المالية من مهنة النّقل على مستوى ذات الخطّ الذي يعرف قلّة الرحلات؛ وهو ما يجعل مزاحمة الحافلات لهم في ذات المهنة أزمةً في حدّ ذاتها قد تضطرهم إلى التخلّي عن مهنتهم الوحيدة التي يحصلون من خلالها على لقمة عيشهم.