حذّر محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، من "مظاهر القلق والغضب واليأس، التي باتت تخترقُ معظم الطّبقات المجتمعية؛ وهو وضعٌ يؤشّر على فقدان عنصر أساسي، وهو "عنصر الثقة"، في ظلّ ارتهانِ الأغلبية الحكومية إلى الصّراع الانتخابي "المكشوفِ" قُبيل موعد تشريعيات سنة 2021. وقال الأمين العام لحزب "الكتاب" المعارض، في كلمة افتتاحية خلال أشغال الدورة الخامسة للجنة المركزية بالرباط، إنّ المرء لا يحتاجُ "إلى كثير من الجهد لكي يَخْلُصَ إلى أننا فعلا أمام أزمةٍ حقيقيةٍ وجِدية وعميقة اسمها أزمة الثقة، وهو الأمر الذي لم نتردد في التنبيه إليه واقتراح البدائل لتجاوزه، من خلال مختلف التقارير، حتى حين كنا في موقع التدبير الحكومي". وأورد بنعبد الله متحدّثاً أمام عدد من قياديي الحزب الشّيوعي أنّ "أحزاب الأغلبية مرتكنةٌ إلى اطمئنانٍ مغشوش بخصوص الأوضاع الراهنة وتحدياتها، والبعضُ الآخر شغلُهُ الشاغل فرملةُ الإنجاز وعرقلتهُ مُشْرَئِبًا نحو استحقاقات سنة 2021، متغافلا لكونه مُطَالَبٌ، الآن وهنا، بأن يضطلع بواجباته، وليس بأن يجعل من مؤسسة الحكومة منبرا وأداةً انتخابية لتقديم الوعود وترويج الأوهام". واعتبر المسؤول الحزبي نفسه أنّ "بعض المكونات الأغلبية مُتمادٍ في ادعاء بطولات مؤجلة إلى ما بعد 2021، وكيف أن البعض الآخر يستمر بشكل باهتٍ، وبلا التزام، ضمن أغلبية لطالما عارض تماما أي تواجد إلى جانب الحزب الذي يرأسها، ثم كيف أن البعضَ الآخر من هذه الأغلبية فَقدَ الكثيرَ من حماسته إلى التغيير واستسلم إلى الواقع كما هو". وأشار بنعبد الله إلى أنه "لا شيء تغيّر إيجابا، وهو ما يؤدي إلى مزيد من الغضب والرغبة في مغادرة الوطن"، مبرزاً أنّ "الجمود والانسداد وتراجع منسوب "الثقة" بسبب الفراغ المُحدث أدى إلى بروز أشكال عفوية وغير منظمة وصيغ جديدة للتعبير تأخذ أبعاداً تمس بمقدسات البلاد"، داعياً إلى "بلورة صيغ لاحتضان هذه الاحتجاجات والمطالب الشبابية". واسترسل المسؤول السّياسي "حزبنا لا يزال متشبثا بإلحاحه في المناداة إلى ضخ نَفَسٍ ديمقراطي جديد في حياتنا الوطنية العامة، وإنعاش الحركة الاقتصادية، ومراجعة نظام توزيع الثروة الوطنية بما يضمن شروط الكرامة بالنسبة لجميع المواطنات والمواطنين على قدم المساواة وبتكافؤٍ في الفرص، وإحداث شروطِ الانفراج، وتصفية الأجواء المرتبطة بظاهرة الاعتقال. الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية أكّد، في معرض حديثه، أنّ "حزبنا مقتنع تمام الاقتناع بأن المغرب يمكن أن يكون أَفْضَلَ حَالاً، وبأن الدولة الوطنية الديمقراطية القوية بمؤسساتها وبمشروعيتها التنموية الحديثة أمر ممكن، وبأن شعبنا يمتلك من المقومات ما يؤهله لعبور مَطَباتِ المرحلة الحالية بأمان وسلام وهدوء".