على الرغم من الحملة التّي أطلقها عدد من النشطاء السعوديين للتعبير عن رفضهم استقبال مغني "البوب" المغربي سعد لمجرد على مسارح الرياض، نفدت تذاكر الفئة الخاصة بكبار الشخصيات والتّي بلغت قيمتها إلى ما يفوق 10 ملايين سنتيم مغربي المخصصة للحفل المثير للجدل. وأعلن موقع سعودي خاص ببيع تذاكر حفلات الهيئة العامة للترفيه عن نفاد التذاكر المخصصة لكبار الشخصيات لحفل "لمعلم"، المقرر إقامته يوم 18 دجنبر الجاري على مسرح عبده، بعد فترة وجيزة عبر منافذ البيع؛ فيما لا تزال فئات أخرى متاحة أمام الجمهور، يتراوح سعرها بين 500 وألف درهم مغربي. وكان نشطاء سعوديون قد أطلقوا حملة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" يعبرون من خلالها عن رفضهم عودة مغني البوب المغربي سعد لمجرد إلى حفلات السعودية، على اعتبار أنّ "استقبال لمجرد على مسارح الرياض بمثابة تسامح مع جرائم الاغتصاب"؛ فيما تباينت ردود أفعال المغردين على الوسم بين مؤيد ومعارض، وقال البعض إن المتهم بريء حتى تثبت إدانته، خصوصا أن جلسات المحاكمة لم تنته بعد. لمجرد رفض التعليق عن الحملة، وكتب في تدوينة على صفحته الرسمية ب"أنستغرام" تعليقا على صورة له : "اضحك.. حيت يا إما غادي تعجبهم يا إما غادي تفقصهم، وفي جميع الحالات راك رابح"؛ وهو ما اعتبره عدد من متتبعيه ردا غير مباشر لحملة نشطاء سعوديين. وأعلن المستشار تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه السعودية، اتفاقًا مع النجم المغربي سعد لمجرد على إحياء أولى حفلاته بالمملكة العربية السعودية، ضمن فعاليات "موسم الرياض" في 18 دجنبر الجاري، بمشاركة الفنانة اللبنانية مريام فارس وفريق ميامي الكويتي. ويعود الفنان المغربي إلى الغناء في الحفلات، بعد غياب استمر ثلاث سنوات لم يقف فيها على خشبة المسرح بسبب حظر القضاء الفرنسي له على خلفية اتهامه في قضايا اغتصاب وتحرش جنسي. ويؤكد رضوان بوزيد، مدير أعمال سعد لمجرد، في تصريح لهسبريس، أنّ "القضاء الفرنسي سمح للمعلم بإقامة حفلاته خارج فرنسا، ولا ينحصر الأمر في حفل الرياض فقط". وعن تواريخ حفلاته المقبلة، يورد مدير أعمال سعد لمجرد أنّه "لم يتم تحديد مواعيدها إلى الآن"؛ فيما تحفظ عن ذكر تفاصيل أخرى تتعلق بموعد مثول سعد أمام القضاء الفرنسي. وجاء اعتراض السعوديين على حضور سعد لمجرد في "موسم الرياض" بسبب متابعة الفنان المغربي من قبل القضاء الفرنسي بتهمة "الاعتداء الجنسي"، على خلفية تقدم فتاة تدعى لورا بريول بشكاية لدى السلطات الفرنسية تفيد بأنها تعرضت للاغتصاب على يد "لمعلم" سنة 2016، قبل أن يواجه تهمة أخرى سنة 2018 في سان تروبيه، حيث اتهمته فتاة أخرى بتعنيفها. واختار صاحب أغنية "يخليك ليلي" أن يطرح، خلال الفترة الأخيرة، أعمالا غنائية بوتيرة متسارعة، يسابق من خلالها العودة إلى النجومية وإغناء رصيده قبل شهرين من حسم القضاء الفرنسي في قضية اتهامه بالعنف الجنسي مطلع عام 2020. وقرّر القضاء الفرنسي متابعة سعد لمجرد بتهمة "الاعتداء الجنسي" و"العنف الشديد"، بدلاً من تهمة "الاغتصاب" التي كانت قد وُجهت إليه في البداية عند اعتقاله في العاصمة باريس. واستأنفت المشتكية قرار "تخفيف التهمة". ولن تبدأ محاكمة الفنان الغنائي ذائع الصيت قبل العام 2020، على أقرب تقدير، بغية دراسة طلب المشتكية التي ما زالت تصر على المحاكمة بتهمة الاغتصاب أمام القضاء الجنائي. ومنذ بداية هذه القضية التي تحظى بمتابعة كبيرة في المغرب، عاد سعد لمجرد، البالغ من العمر 34 عاما، مرات عديدة ليحتل طليعة الساحة القضائية الفرنسية.