في لحظات عميقة الأثر تستحضر قيم الجمال وتنتصر لغيمة الشعر التي جمعت عشاقاً ومريدين حول وهج الكلمة والمعنى، نظمت دار الشعر بمدينة تطوان، بفضاء المكتبة العامة والمحفوظات بالحمامة البيضاء، حفل تقديم ديوان "أبتسم للغابة" للشاعر عبد الجواد الخنيفي، بتقديم من الشاعر والباحث والأكاديمي عبد اللطيف شهبون، مع تنظيم أمسية شعرية بمشاركة الشاعرة مليكة معطاوي والشاعر سعيد بنعياد والمحتفى به. وأبرز الشاعر والإعلامي مخلص الصغير، مدير دار الشعر بتطوان، دلالات انعقاد هذه الدورة تحت مسمى "ديوان "، التي تم افتتاحها عبر تقديم العمل الشعري الأخير للشاعر عبد الجواد الخنيفي، وهو برنامج جديد تطلقه دار الشعر، ليعنى بتقديم الدواوين الشعرية الصادرة حديثاً، والاحتفاء بمبدعيها. وأضاف مخلص الصغير أن "ديوان" تظاهرة شعرية ونقدية تعيد الاعتبار إلى ديوان الشعر المغربي، وتحتفي بالأعمال الشعرية الجديدة وتقريبها من القرّاء والمساهمة في تداولها بين النّاس. واعتبر الشاعر والكاتب عبد اللطيف شهبون أن الشاعر عبد الجواد الخنيفي ينتمي مكاناً إلى بيئة حاضنة للشّعر والشّعراء، مدينة شفشاون. وذكر أن المحتفى به يكتب باحثاً عن رسالة وهدف، إذ ضمن مدونته الشعرية الثالثة "أبتسم للغابة"، يسعى – بعدما استوعب تضادية بنية الحياة – إلى استقطاب عالم عبر نظرة وجودية لأشياء وكائنات وقضايا، بلغة تركب صيغاً مجازية استعارية ومبتكرة. وأضاف شهبون: "ضمن الديوان، نعثر كذلك على ملمح شعرية الاستعارات، وهي تخييليّة مؤثرة ومثيرة ومنزاحة عن المألوف، مفتقة للمعنى ومنوّعة للدلالة، ذات أثر عميق في النّص وفي متقبله .. لكون مُنشئها أقامها على منظورات معرفية واستبدالية وسياقية وتفاعلية ". وخلص المتدخل نفسه إلى أن جل نصوص عبد الجواد ناطقة بضمير المتكلم، مضمّخة بتجربة ومراس ودربة، أساسها اجتهاد في تجميع تفصيلات يومية.. عنوانها جامع مثل واحة ظليلة، منسابة شعريتها بعفوية كلمات وعذوبة أبنية وبساطة جمل، سابحة في فضاءات مترامية. ومن جانبه، شكر الشاعر عبد الجواد الخنيفي دار الشعر على هذه الاحتفالية المديدة التي تزرع ميلاداً جديداً في ذاكرته ووجدانه، مستحضراً باقتضاب بعض ظلال وملامح ديوان "أبتسم للغابة" الذي حاول فيه ببساطة وجهد الإمكان، أن ينسج طريقاً مغايراً على مستوى توجّهاته الدلالية والأسلوبية باعتبار أن الكتابة تجربة في اللغة وفي الحياة. وزاد الخنيفي بالقول: "ديوان "أبتسم للغابة" يتّسم بصبغة حوارية وبالنّظر إلى الذّات والهوية والوطن وإلى الفرد في علاقته بالجماعة.. في محاولة لفهم الآخر والعالم والأشياء والأفق الإنساني في انكساراته وتطلعاته وأحلامه، مستنداً الديوان في ذلك على بعض المكاشفة واستحضار التفاصيل المرئيّة والانفعالات اليوميّة في الحياة / الغابة". وعرف اللقاء الشعري، في الختام، تقديم أمسية شعرية بمشاركة الشاعرة مليكة معطاوي والشاعر سعيد بنعياد والشاعر عبد الجواد الخنيفي، الذين حلّقوا بالحضور بين مساحات متوهّجة بنشيد الحياة وبشراع المسافات والضّفاف والدّهشة.