أثارت أسعار فواتير الماء والكهرباء بالدار البيضاء، إلى جانب الحالة التي شهدتها معظم الشوارع مع بداية التساقطات المطرية، غضبا واسعا في صفوف منتخبي المدينة من الشركة الفرنسية "ليديك" المفوض لها تدبير القطاع. ورفض منتخبو العاصمة الاقتصادية الطريقة التي يتعامل بها حزب العدالة والتنمية (البيجيدي)، المسير لشؤون المدينة، مع "ليديك"، وطالبوا بضرورة مساءلة الشركة الفرنسية وعرض ملفاتها والعقدة المبرمة معها على أنظار المجلس وعدم جعلها فوق المساءلة. ووجه كريم الكلايبي، مستشار جماعي عن حزب الأصالة والمعاصرة، رسالة إلى عبد العزيز العماري، رئيس المجلس الجماعي للمدينة، يطالبه من خلالها ببرمجة مناقشة وضعية شركة "ليديك" في الدورة المقبلة، ومساءلتها عن الفترة التي قضتها. وشدد الكلايبي على أن مجلس المدينة لم يقم طيلة السنوات التي مرت من عهده ببرمجة مناقشة شركة "ليديك"، خصوصا وأن الساكنة البيضاوية تشتكي من ارتفاع أسعار الفواتير، ودعا إلى فتح هذا الملف. وقال العضو المذكور، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن المنتخبين "بات عليهم مطالبة المجلس الجماعي بفتح ملف الشركة المفوض لها تدبير الماء والكهرباء وتطهير السائل، لا سميا وأن المجلس لم يسبق له فتح هذا الملف". وتساءل المتحدث نفسه عن الأسباب الكامنة وراء تجاهل المجلس لهذا الملف منذ بداية الولاية، موردا: "لقد طالبت في عدة اجتماعات بإعادة دراسة العقد مع الشركة لكن دون جدوى، فلماذا تمت إثارة العقد مع شركات أخرى دون شركة ليديك؟". وأضاف المستشار الجماعي: "لماذا لا تُفعّل لجنة التتبع ولا توجد تقارير بذلك؟ نحن اليوم نطالب العمدة بإعادة دراسة العقدة مع الشركة في دورة فبراير، خصوصا وأن الخدمات التي تقدمها لا ترقى إلى مستوى تطلعات المواطنين في التطهير والإنارة العمومية، ناهيك على غلاء أسعار الفواتير". وشهدت دورة أكتوبر الماضية تعبيرَ عدد من الفرق من الأغلبية والمعارضة عن رفض المنطق الذي بات يتعامل به قادة حزب العدالة والتنمية بالعاصمة الاقتصادية منذ توليهم تدبير شؤون الجماعة، المتمثل في "عدم إثارة أي نقطة تتعلق بشركة ليديك، في وقت نالت فيه هذه الشركة من لدنهم انتقادات واسعة في الولايات السابقة". حزب التجمع الوطني للأحرار، الحليف الاستراتيجي لحزب العدالة والتنمية في مجلس المدينة، سارع عبر رئيس فريقه، عبد الصادق مرشيد، إلى إثارة مسألة غياب نقط تتعلق بشركة "ليديك" في جدول أعمال الدورات؛ إذ خاطب الأعضاء في دورة أكتوبر قائلا: "لماذا لا تطرح النقط المتعلقة بشركة ليديك؟ منذ توليها تدبير القطاع كانت تعد أهم نقطة يتم طرحها والإلحاح على إثارتها، لكن بقدرة قادر تغير ذلك وكأن شيئا ما تغير، واشْ ولاّتْ مزيانةْ أم دارو لينا شي حاجة في الماء وولّينا ساكتين؟!". ويشتكي سكان العاصمة الاقتصادية من ارتفاع أسعار فواتير الماء والكهرباء؛ ناهيك عن عجز الشركة المفوض لها تدبير القطاع عن حل الإشكاليات التي تعرفها المدينة، والتي تتفاقم مع فصل الشتاء؛ إذ تغرق بعض الشوارع في المياه.