بعد مدينة الدارالبيضاء، حطّ مهرجان أندلسيات، في دورته السادسة عشرة، الرحال بمدينة الرباط. واستُهل الحفل، الذي احتضنه مسرح محمد الخامس، بتكريم عبد الجليل الحجمري، أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة. وافتتحت فرقة "روافد موسيقية" بطنجة، برئاسة عمر المتيوي، حفل مهرجان أندلسيات، قبل أن تلتحق بها على المنصة "المجموعة الوطنية للطرب الغرناطي" بوجدة برئاسة محمد شعباني. وعبر الحجمري عن شكره للقائمين على مهرجان أندلسيات، الذي تنظمه جمعية "هواة الموسيقى الأندلسية بالمغرب"، مضيفا أن التكريم يعد من السنن الحميدة في الثقافة المغربية والإنسانية الأصيلة. وتردد الحجمري في قبول دعوة التكريم، كما جاء في الكلمة التي ألقاها بالمناسبة، "لأن هناك الكثير من رجالات الفن والتربية الذين يستحقون التكريم ولم يكرموا، ولأن هناك الكثير ممن كُرموا ولا يستحقون التكريم". وأضاف "ما نقوم به نابع من إيماننا برسالة المواطنة التي نحملها مخلصين، ولا ننتظر تعريفا بها ولا إشهارا لآثارها". وأشار الحجمري إلى أنّ أكاديمية المملكة أولت اهتماما كبيرا لمختلف أنماط الفن الأصيل، حيث أصدرت مؤخرا كتاب "نوبة الاستهلال" للموسيقي عمر المتيوي، إضافة إلى مؤلفات أخرى. واستطاع مهرجان أندلسيات، على مدار دوراته الست عشرة، أن يرسم لنفسه مكانة بارزة كموعد فني لعشاق طرب الآلة من المنطقة المغاربية ومن الشرق وأوروبا، حيث تشارك في دورته الحالية عشر دول من مختلف مناطق العالم. وتتمحور الدورة السادسة عشرة لمهرجان أندلسيات، حسب منير الصفريوي، مدير المهرجان ونائب رئيس جمعية "هواة الموسيقى الأندلسية بالمغرب"، حول تأثير الطبوع الموسيقية الأندلسية في المقامات الشرقية، مشيرا إلى أن هناك تعايشا وتمازجا بينهما. من جهته، قال عز الدين الكتاني، رئيس جمعية "هواة الموسيقى الأندلسية بالمغرب"، إنّ مهرجان أندلسيات استطاع أن يعطي إشعاعا للموسيقى الأندلسية، مؤكدا على ضرورة الحفاظ على هذا الإرث الفني. بدوره، قال عبد الله الوزاني، عضو جمعية "هواة الموسيقى الأندلسية بالمغرب"، إن مهرجان أندلسيات "يُشع بالفن والفكر والثقافة والحضارة التي نعتز بها، وتمريرها وتصديرها إلى العالم هو عربون عراقة وحضارة هذا البلد".