قضت محكمة الاستئناف بالرباط، اليوم الأربعاء، بالحكم لصالح "تيار المستقبل" في حزب الأصالة والمعاصرة ضد عبد الحكيم بنشماش، الأمين العام للهيئة السياسية ذاتها، والذي كان قد تقدم بدعوى ضد سمير كودار، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الرابع ل"البام". وألغت المحكمة، القرار الصادر في المرحلة الابتدائية لفائدة بنشماش، والذي كان قد قضى حينها ببطلان انتخاب سمير كودار رئيسا للجنة التحضيرية للمؤتمر، معتبرة أن كل القرارات الصادرة عنه باطلة. كما قضت الهيئة نفسها بعدم قبول انتصاب اللجنة التحضيرية "المحسوبة على الأمين العام"، والتي يرأسها البرلماني محمد التوهامي، كطرف في هذه القضية، لتكون بذلك اللجنة التي يرأسها سمير كودار هي اللجنة التحضيرية الشرعية في "حزب الجرار". واعتبر عبد اللطيف وهبي، القيادي في الحزب وأبرز الوجوه في "تيار المستقبل"، أن هذا الحكم الذي صدر لفائدتهم هو "إنصاف للديمقراطية الداخلية بالحزب"، مشيرا إلى أن الأمر "لا نعتبره انتصارا لطرف على آخر، وإنما دعوة إلى العمل على احترام القانون". وشدد وهبي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، على أن هذا القرار هو "فرصة للمصالحة الداخلية بالأصالة والمعاصرة، وكذا لتجاوز الخلاف والتوجه صوب المؤتمر الوطني الرابع بشكل موحد وباحترام للقانون الداخلي". كما اعتبر القيادي، ضمن التصريح نفسه، هذا الأمر "فرصة لإعادة الحزب النظر في العديد من المواقف التي يتبناها؛ حتى يصبح حزبا ديمقراطيا، مثل باقي الأحزاب الوطنية". وينتظر أن تعقد اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الرابع، وفق مصادر من داخل الحزب، اجتماعا عاجلا، لتدارس مستجدات عقد "العرس البامي" من أجل اختيار أمين عام جديد يخلف عبد الحكيم بنشماش الذي فشل في الحفاظ على وحدة الحزب وأدخل الرفاق في صراعات واتهامات عديدة. وحسب المصادر نفسها، فإن هذا الاجتماع قد يترتب عنه تأجيل موعد المؤتمر لبضعة أسابيع للاستعداد الجيد له، وكذا من أجل البحث عن مصالحة مع باقي القيادات التي نشب معها الخلاف في لفترة السابقة. وكانت اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الرابع قد قررت عقد المؤتمر في منتصف دجنبر الجاري، حيث واصلت الإعداد له بالرغم من المعركة التي كانت بينها وبين الأمين العام على مستوى المحكمة.