قال الدكتور محمد اليوبي، مدير الأوبئة ومحاربة الأمراض بوزارة الصحة، إن محاربة داء فقدان المناعة المكتسبة (السيدا) في المغرب تعرف تطوراً إيجابياً من ناحية تحسن الحالة الوبائية ومؤشرات جودة محاربته في إطار البرنامج الوطني لمحاربة الأمراض المنتقلة جنسياً و"السيدا". وذكر اليوبي، في تصريح على هامش ندوة صحافية نظمها مركز الأممالمتحدة للإعلام وبرنامج الأممالمتحدة المشترك لمكافحة "السيدا" بالمغرب، الخميس في الرباط، لتقديم التقرير العالمي حول "السيدا" لسنة 2019، أن عدد المصابين المحتملين في المغرب بهذا الداء يقدر ب21 ألف شخص. وأشار اليوبي إلى أن 77 في المائة من الأشخاص المحتمل أن يكونوا حاملين للفيروس يعرفون أنهم مصابون به، ويطمح المغرب لبلوغ هدف 90 في المائة في هذا الصدد كمؤشر لنجاعة برنامج الكشف المبكر لهذا الداء في أفق سنة 2021. وبحسب إفادات المسؤول المغربي، فإن أكثر من 14 ألف شخص، بما يمثل 84 في المائة من الأشخاص الذين يعرفون أنهم حاملون للفيروس، يتابعون العلاج المجاني في مراكز العلاج لداء فقدان المناعة. ويسعى المغرب إلى وصول نسبة 90 في المائة لعلاج هؤلاء المدركين للإصابة، أي أن يكونوا خاضعين للعلاج بالأدوية المضادة للفيروس. وأكد اليوبي أن "السيدا لم يعد اليوم مرضاً قاتلاً، بل هو مزمن، حيث يُمكن للمصاب إذا خضع للعلاج بانتظام أن يبقى في صحة جيدة ولا يكون عُرضة للأمراض التعفنية القاتلة ولا ينقل العدوى إلى شخص آخر". أما فيما يخص مؤشر علاج المصابين بالفيروس، فأشار اليوبي إلى أن "المغرب تجاوز معدل 90 في المائة، وهو ما يعكس انخراط المغرب في مساعي تحقيق الأهداف المسطرة في إطار أهداف التنمية المستدامة لسنة 2030"، حسب تعبيره. وأورد المتحدث مؤشراً آخر قال إنه يكشف تقدم المغرب في محاربة الفيروس، يتعلق بتسجيل الحالات الجديدة، قائلا إن "هذا العدد في انخفاض مضطرد منذ سنة 2008 في أفق بلوغ صفر إصابة جديدة مستقبلاً". من جهته، قال الدكتور كمال علمي، مدير برنامج الأممالمتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية بالمغرب، إن التقرير العالمي حول "السيدا" للسنة الجارية يؤكد "أهمية المجتمع المدني في المساهمة والشراكة لمحاربة هذا الداء". وأضاف المسؤول الأممي في المغرب أن "المنظمات غير الحكومية شاركت بصفة فعالة منذ سنوات في محاربة السيدا والوقاية منها والكشف والولوج إلى الدعم النفسي للمصابين"، داعياً إلى دعم الشراكة بين الحكومات ووزارات الصحة والمنظمات غير الحكومية. وأشاد علمي، في تصريح للصحافة، بالشراكة بين وزارة الصحة بالمغرب والجمعيات العاملة في هذا الميدان، قائلا إن هذا الأمر مكن المملكة من الوصول إلى تغطية مهمة فيما يخص الكشف والوقاية والعلاج من فيروس "السيدا". ومقارنة مع دول المغرب الكبير والشرق الأوسط، أكد علمي أن "المغرب سجل نتائج جيدة في عدد الحالات الجديدة؛ بحيث انخفضت ب25 في المائة منذ سنة 2010، وهذا بفضل الالتزام السياسي والشراكة بين وزارة الصحة والمجتمع المدني والمقاربة المبنية على حقوق الإنسان". يشار إلى أن المخطط الاستراتيجي الوطني لمكافحة "السيدا" 2017-2021 يهدف إلى تقليص عدد الإصابات الجديدة بالفيروس بنسبة 75 في المائة، والوفيات المرتبطة به بنسبة 60 في المائة في أفق 2021. كما يسعى المغرب إلى القضاء على انتقال فيروس نقص المناعة البشري وداء الزهري من الأم إلى الطفل، والحد من جميع أشكال الوصم والتمييز المرتبطة بالفيروس، فضلاً عن تحسين حكامة الاستجابة الوطنية للمرض. ويسعى المغرب من خلال هذا المخطط إلى تحقيق أهداف مكافحة "السيدا" المعروفة عالمياً ب 90-90-90، أي بلوغ هدف 90 في المائة من المصابين بالمرض يدركون إصابتهم، و90 في المائة من المدركين بإصابتهم يخضعون للعلاج، و90 في المائة من هذه الحالات تصبح حمولتها الفيروسية غير قابلة للكشف. وجرى إطلاق هذا التقرير الدولي حول "الإيدز"، اليوم في الرباط، تزامناً مع اليوم العالمي ل"السيدا" في فاتح دجنبر، وسيتم إحياء هذا اليوم خلال السنة الجارية تحت شعار "المنظمات الأهلية تحدث الفارق" للتأكيد على أهمية عمل منظمات المجتمع المدني في تسريع بلوغ أهداف الاستجابة لفيروس المناعة المكتسبة المضمنة في إعلان الأممالمتحدة بشأن "السيدا" من أجل القضاء على الوباء في سنة 2030. على المستوى الدولي، تشير الإحصائيات الأممية برسم سنة 2019 إلى أن 37.9 مليون شخص يتعايشون مع فيروس "السيدا"، و23.3 مليونا منهم يخضعون للعلاج، أما عدد المتوفين بسبب الأمراض المرتبطة بهذا الداء فيقدر ب770 ألف شخص. ومنذ ظهور هذا الوباء، أصيب به حوالي 74.9 مليون شخص في مختلف دول العالم، أما عدد المتوفين بسببه منذ بداية ظهور فيناهز 32 مليون شخص عبر العالم.