جرأة سياسية قل نظيرها عبرت عنها النائبة البرلمانية الشابة ابتسام العزاوي، بعدما وضعت مقترحاً عملياً لدى مجلس النواب يقضي بإلغاء تقاعد البرلمانيين والقطع مع "ريع المعاشات". النائبة البرلمانية النشيطة بررت مقترحها بأن "المهمة البرلمانية مهمة انتدابية وطنية نبيلة محددة في الزمان والمكان، وليست وظيفة تستدعي تخصيص معاش خاص، وبالتالي يجب أن ترتبط التعويضات المؤداة بمدة الانتداب البرلماني فقط". والأكيد أن العديد من البرلمانيين انزعجوا من مقترح زميلتهم، لأنهم لا يُريدون التضحية بمعاش التقاعد، الذي يُمكن أن يحصلوا عليه بمجرد انتهاء ولايتهم البرلمانية خلافا للموظفين وعموم الأجراء المغاربة الذين يحصلون على تقاعدهم بعد وصولهم 63 عاماً. فهل يُعقل أن يستمر تكريس "الريع السياسي" في وقت تصل مديونية المغرب إلى مستويات قياسية، وفي وقت تتحدث الحكومة عن سنها سياسة التقشف والقطع مع "زمان الغفلة"؟..لكن الأكيد أن البرلمان والحكومة يريدان أن ينهيا ولايتهما دون المساس بتقاعد "نواب الأمة"، عملا بمقولة "أنا ومن بعدي الطوفان". مبادرة ابتسام العزاوي لاقت ترحيبا واسعا على وسائل التواصل الاجتماعي، وأحيت بصيصا من الأمل في "نواب الأمة"، وعُدت رسالة إيجابية تغير الصورة النمطية السلبية لدى جزء كبير من المغاربة، الذين يعتقدون أن البرلماني وجد فقط للدفاع عن مصالحه وامتيازاته. تواجد العزاوي عن حزب الأصالة والمعاصرة عبر مختلف الوسائط الرقمية على الإنترنت يجعلها أيضا من بين أكثر البرلمانيين تفاعلا مع انشغالات المواطنين، وهو ما يقودها إلى التتويج في بورصة هسبريس لنادي الطالعين.