تسببت الأمطار العاصفية التي شهدتها مدينة وزان، منذ ليل الخميس، في انهيار منزل عتيق بحومة الزيتون، وتشريد أسرة بكاملها اضطرت إلى قضاء ليال بيضاء خوفا على حياة أفرادها بسبب تأثر البيت القصديري بشكل كبير بعد ليلة عاصفية وماطرة. وعاش سكان الحي سالف الذكر رعبا حقيقيا جراء انهيار بيت قديم وبداخله 7 أفراد وجدوا أنفسهم في مواجهة مصيرهم المحتوم بعدما هوت الصفائح الحجرية على الأثاث والأواني المنزلية تاركة جروحا وآلاما نفسية حادة وخسائر مادية فادحة بفعل الزخات المطرية القوية. معالم البؤس والحيرة بادية من بعيد وسط المنزل المنهار، لعب أطفال متناثرة هنا وهناك وصفائح حجرية تملأ الفضاء المعدم الذي شكل بالأمس القريب مكانا ينبض بالحياة قبل أن يحوله المطر والحجارة إلى عصف مأكول. "في الوقت الذي كنت أعد وجبة العشاء بمطبخ البيت تحركت جدران المنزل، وسمعنا أصوات القصدير تتعالى في كل الأرجاء"، تقول عواطف الشماخي، التي تابعت: "كل شيء جرى بسرعة، ولم يتسن الوقت للهروب أو الخروج من هول الصدمة". وأضافت: "في لمح البصر، تساقطت الأحجار على أجسادنا الواحدة تلو الأخرى، وحاصرتنا الصفائح والأتربة.. الحمد لله على لطفه؛ فلولاه لخرجنا جثث هامدة"، مؤكدة قضاءها ليلة مع الجيران الذين تضامنوا معها وفتحوا بيوتهم لها ولعائلتها. وأفادت عواطف بأن لجنة مختلطة حلت بمكان الحادث، حيث تم الوقوف على أضرار الانهيار وتقديم وعود بحل مشكل أسرتها؛ غير أنه لا شيء تحقق إلى حد الآن، وقد جرى الاقتصار على توجيهها إلى دار الطالب رفقة رضيعها من أجل قضاء ليلة ثانية فيما لا تزال محتويات البيت تتوسط الخراب. وقالت: "هانتوما كتشوفو الحالة كلشي تدمر"، مناشدة المسؤولين والمحسنين من ذوي الأيادي البيضاء مساعدتها على تجاوز المحنة التي تمر منها وتوفير منزل يحفظ كرامة أسرتها ويحميها من قساوة البرد ويضمن حقها في عيش كريم. وجددت التباشير الأولى لقطرات الغيث الأسئلة بشأن وضعية الدور، التي أكدت مختلف الدراسات والمعاينات هشاشة بنيانها، واحتمال سقوطها بسبب ارتفاع نسبة تهاطل الأمطار على المدينة الجبلية الصغيرة، في ظل غياب أي تعاطي ملموس يحول دون سقوط هذه المباني على رؤوس القاطنين بها. وأضحت المباني القديمة والعشوائية بوزان وشيكة الانفجار، وأخرى باتت معرضة للانهيار بالأحياء العليا بالمدينة، إما بفعل تقادمها أو بسبب بعض التجاوزات في الإصلاح. كما لا يختلف اثنان على أن موضوع الدور الآيلة للسقوط، الذي أطلقت بشأنه العديد من الوعود، يبقى شاهدا على مآس عجزت عن تضميد تصدعاتها تدابير المجالس المنتخبة في انتظار انفراج قد يأتي وقد لا يأتي بالمرة، يقول متتبعون للشأن المحلي بمدينة وزان.