عشرات المنتجات الغذائية غير الصحية ومنتهية الصلاحية تُروّج على نطاق واسع في مجموعة من المدن المغربية، أغلبها يلج المملكة عبر المعبر الحدودي "الكركرات" ويعود مصدرها إلى المساعدات والإعانات الإنسانية التي تُمنح للساكنة الصحراوية في مخيمات تندوف، بعدما يُهرّب جلّها إلى مدينة نْواذيبو بموريتانيا ليتم نقلها بواسطة الشاحنات صوب إفريقيا، بينما يصل جزء كبير منها إلى المغرب. وتفيد المعطيات التي توصلت بها جريدة هسبريس الإلكترونية من لدن العديد من الفاعلين في القطاع الغذائي بجنوب المملكة بأن ظروف نقل السلع الغذائية عبر الصحراء تكون غير صحية، مؤكدين أن أغلب المنتجات تكون منتهية الصلاحية أو يتم تغيير تاريخ الصلاحية من أجل بيعها بأسعار منخفضة، مشيرين إلى أن "ميلشيات جبهة البوليساريو تعمد إلى التضييق على الشاحنات المغربية المحملة بالسلع الغذائية بهدف ابتزاز المملكة حتى لا تراقب المنتجات القادمة من موريتانيا". وأوضحت المصادر عينها أن "واقعة إتلاف البضائع والمنتجات الغذائية الموجهة للتصدير بالمعبر الحدودي، خلال الشهر الماضي، تسلط الضوء على الظاهرة من جديد"، معتبرة أن "ميلشيات البوليساريو تلجأ إلى جميع الوسائل لإدخال السلع المهربة مجهولة المصدر عبر الحدود المغربية، الأمر الذي يدفعها إلى الاعتداء على سائقي الشاحنات وتعريض شاحنات نقل البضائع المُبردة للإيقاف المتكرر لمدة طويلة، ما من شأنه أن ينتج عنه إتلاف الخضر والفواكه القادمة من جهة سوس ماسة". في هذا السياق، قال البشير أحشموض، رئيس اللجنة الإدارية للنقابة الوطنية للتجار والمهنيين بالمغرب، إن "المواد الغذائية المهربة تأتي من معبري سبتة ومليلية، ونتحدث هنا أساسا عن التهريب المعيشي الذي تقوم به النساء والأطفال بشكل يومي، لكنها ظاهرة مهولة رغم ذلك"، مبرزا أن "البوابة الكبيرة هي الكركرات التي تمرّ عبرها السلع القادمة من الدول الآسيوية صوب الدارالبيضاء، ليتم توزيعها من جديد على مختلف الأسواق المغربية". وأضاف أحشموض، في تصريح أدلى به لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "عشرات السلع المهربة تُخبأ في أماكن عشوائية لتغيير تاريخ الصلاحية، في حين توجد سلع مُزورة منذ البداية"، مؤكدا أن "السلع الفاسدة منتشرة في الدارالبيضاء بشكل أكبر لأنها المركز الاقتصادي للمملكة، لكن يتم تصديرها إلى باقي أسواق المغرب غير المراقبة"، داعيا إلى "تشديد المراقبة على المنتجات الغذائية، خصوصا القادمة من الكركرات".